موضوع: الجزء الخامس من قصه "لحني الخاص" هيبس جروب الخميس مارس 19, 2015 7:56 am
لحني الخاص
(5) انتهوا من رقصتهما التي دامت اكثر من نصف ساعة..بموسيقاهم الخاصة...قرروا ان يجلسوا قليلا و يتأملوا هذه السجادة الزرقاء المعلقة اعلاهم... ادم:مش عاوزة تقوليلي ايه اللي حصل في ايدك نسرين:مش الموضوع المهم... ادم:هو انتي ليه منطوية كده؟ نسرين:هو انت ليه بتسأل كتير؟ ادم:على فكرة انا واحد زنان ...فمش هتفلتي من ايدي غير لما اعرف ابتسمت نصف ابتسامة:و انا واحدة مش بتسمع الكلام...فمش هتطلع مني بعقاد نافع ادم:لا بجد انتي ليه مش عاوزة حد يعرف انك بتعزفي؟ نسرين:الموضوع مش خاص..بس ابويا..مكانش بيحب الموهبة ديه ادم:مع احترامي ليه..بس ازاي يكتم الموهبة ديه نسرين:هو مكتمهاش...بس محبهاش.و كانت اي حاجة ميحبهاش...تختفي من الحياة نهائيا ادم:و ايه اللي خلاكي تغيري رأيك نسرين:مات ادم:انا اسف نسرين:ولا يهمك... احتل الصمت المكان..هي تنظر الى السماء..و هو ينظر اليها لا يعرف سبب هذا الأنجذاب الذي جعله يتخيل انها ستكون حبيبته...لا يعرف لما تحمل حزن كثير في عينيها...كسر هذا الصمت..صوتها.. نسرين:انا لازم امشي.. ادم:طب اقعدي شوية نسرين:معلش بقى..خليها مرة تانية...شكرا على اليوم اللذيذ ادم:العفو...استني هجبلك حاجة تعجبت من هذا الشئ الذي سيجلبها لها من عربته...لكن لم تفت الا بضع دقائق لتكتشف هذا الشئ ادم :اتفضلي اعطاها دعوة الى مسرحيته... نسرين:بس انا مش هقدر اجي..ولو جيت مش هعزف ادم بأبتسامة:هتيجي و هتعزفي.. ركب سيارته ..ظلت تراقبه الا ان اختفى من ناظريها.. ركبت سيارتها..لتتذكر كيف كانت بالقرب منه عندما رقصوا معا...كانت تحاول ان تجد عذر مناسب..لهذا الشاش الذي يغطي يديها البيضاء..ترجلت من عربتها..و دخلت قصرها استقبلتها الخادمة..بابتسامة..ما بال القصر هادئ اليوم نسرين:هو ليه القصر هادي كده..اومال اسلام فين؟ الخادمة بأبتسامتها:استاذ يوسف.. هنا..و من شوية امير بيه و نسرين هانم مشيوا اتسعت عيناها..ما هذه الجراءة المبالغ فيها!؟...ضربها و يأتي الى منزلها نسرين بغضب:و ده ايه اللي جابه الخادمة:جه يقعد مع استاذ اسلام شوية نسرين:طب اعمليلي قهوة و ابعتهالي على المكتب..لو سمحتي الخادمة:حاضر يا هانم دخلت نسرين حاملة بعض من اوراق عملها..لتجلس على الكرسي المتحرك.. بدأت في فتح الأوراق..لتجد في منتصفها دعوة مسرحيته... هل تذهب...هل تعزف...هل تخرج كل ما بها من ابداع ممزوج بالحزن..امام اناس ..هل ستذهب من اجل الكشف عن موهبتها..ام ستذهب من اجله..هل ستذهب!؟ دخل عليها...و يجلس امامها.. يوسف:ايدك عاملة ايه؟ نسرين:يا ابني والله كويسة.. لاحظ يوسف..هذا الظرف الذي في يدها... يوسف:ايه ده؟ نسرين بتوتر:ظرف يوسف:لا يا شيخة و انا اللي كنت فاكره قلم...ايوة يعني ظرف بتاع ايه نسرين:مسرحية يوسف:مسرحية..امم انتي كنتي فين كل الوقت ده؟ نسرين:كنت مع واحد صاحبي يوسف:و مين صاحبك ده؟ نسرين:ايه يا جو...تحقيق يوسف:لا بس ده مش جوك نسرين:في حاجات كتيرة ماتعرفهاش عني يا جو يوسف:طب اطلعي اقعدي معانا نسرين:لا ...عندي شغل هخلصه و ادخل انام ... فتحت الدعوة..لتجد ان الموعد غدا ...لم تعرف لما تذكرت والدها...احست انها ستندم على هذا..لكن لم لا؟ ... دخل منزله ليجده يعج بالناس..و موسيقى الروك... ظل يمشي بين حشود من المراهقين...ليجدها ترقص في المنتصف...كم يكره هذه الصفة فيها...توجه اليها..و سحبها من بين الناس..لتتذمر هي.. ادم:ايه الزفت اللي انتي عملاه ده يا دنيا دنيا:ايه يا ادم..حفلة مع صحابي ادم:ديه مش حفلة ديه مسخرة ليجد ان هناك من ينصت اليهم و بأهتمام... شاب :ايه يا عم...ليه بس الغلط ادم:ملاحظ انك رامي ودنك معانا شاب:لا بس...الحفلة perfect دنيا:فكك يا ادم...متبقاش مقفول اووي كده ادم:طب يا دنيا يا حبيبتي...نص ساعة هطلع اخد شَوَر ...انزل ألاقي العيال مشيوا من هنا..يا اما هطلع عينيك..ماشي يا حبيبتي قبل رأسها و ابتسم ابتسامة سخرية..ليذهب و يتركها تستشيط غضبا..منه... ... شرقت الشمس..معلنة يوما جديدا..تدخل الخادمة...الى المكتب بهدوؤ..لكي لا توقظها.. الخادمة:انسة نسرين..انسة نسرين نسرين بصوت ناعس:سيبيني مش قادرة الخادمة:استاذ يوسف اتصل..و قال ان حضرتك لازم تروحي الشركة حالا علشان تمضي اوراق نسرين:ما يمضي هو الخادمة:لازم حضرتك نسرين بتذمر:لازم انا...كل حاجة لازم انا...اتفضلي اعمليلي قهوة عقبال ما اجهز ... تقف امام المرأة لترى النسخة الثانية من والدتها..تشبهها بطريقة كبيرة..لدرجة ان بعضهم يظن انها هي .. خرجت من غرفتها..لتذهب الى سيارتها..متجاهلة ..نداء الخادمة لها لشرب قهوتها... ذهبت الى الشركة و مازالت متذكرة ما حدث ليلة امس ... رن هاتفها..ليظهر رقم مجهول... نسرين:الو..مين معايا ؟؟:لا مش عارفة تميزي صوتي نسرين:لا والله.. ؟؟:على فكرة رقصك حلو نسرين:ادم ادم:شوفتي انا معروف ازاي؟ نسرين:انت جبت نمرتي منين ادم:زي ما جبت اسمك بالظبط.. نسرين:و عايز ايه يا استاذ ادم ادم:عنوان بيتك نسرين:ليه هتخطفني ادم:و تفتكري لما اخطفك هاخد ميعاد..هاجي اخدك نسرين:تاخدني فين؟ ادم:المسرحية نسرين:بس انا مش هروح ادم:هاجي الساعة 8..8 و دقيقة..همشي..سلام اقفل الخط..تاركا لها علامات الأستفهام حولها.. ظلت تفكر في هذا الموضوع طيلة الليل...نامت مكانها..لتحلم بنفس حلمها... .... وصلت الشركة...دخلت لترى اوجه الموظفون..نحوها لترى نفس الأبتسامة اليومية...دخلت مكتبها..و استلقت على كرسيها..لكي تدخل الى عالم الأحلام.. .. تدخل جامعتها..لتقف مع مجموعة من اصدقائها ...ليأتي عليهم..شاب شديد الوسامة..بدأت الفتيات تهمس...ليتجه هو اليها... ؟؟:ازيك دنيا:انت تعرفني؟ ؟؟:مش اووي....بس عايز نتكلم شوية دنيا:لأ سوري مش هينفع سحب يدها و قال:لا انتي فاهمة غلط انا مش باخد رأيك اجلسها على كرسي في "الكافيتيريا." و هي لا تزال مصدومة من ما حصل دنيا بأنفعال:انت ازاي تمسك ايدي ؟؟:ششش..وطي صوتك..احب اعرفك بنفسي امير عز الدين دنيا:المطلوب امير بأبتسامة غرور:تعرفي سارة ابراهيم النشار بدأت علامات الدهشة تملؤها:اه...ديه مامة صحبتي... امير:حلو اووي...عايز عنوانها دنيا:و انا ايه اللي يجبرني اني اديهولك امير:تعالي نفكر مع بعضينا كده..تفتكري لما اخوكي او ابوكي..او مامتك عرفوا حوار السجاير ده..هيعملوا ايه اتسعت عينيها دنيا:انت عرفت ازاي؟ امير:طب تفتكري لما يعرفوا موضوع الديسكو اللي بعد 12 ده ؟؟ ولا الواد اللي مصاح.. قاطعته:في المعادي... طريق الأستيراد..العمارة الرابعة امير:سرك في بير.. ... دخل الشركة...لتتهامس الفتيات.. امير:انسة نسرين جوة يا مرام مرام:اه يا فندم..اتفضل ..دخل مكتبها..ليجدها واضعة رأسها على مكتبها..و نائمة!! اقترب من المكتب..ليلحظ صورة لها في عيد ميلادها..الثامن..مع ولد صغير في مثل عمرها ظل ينظر لها بتعمق..لتقع منه..و تكسر...لم تتحرك..عرفت بنومها العميق...اخذ كوب الماء الذي على المكتب... ليسكبه عليها...!! تستيقظ بفزع..لتجد نفسها مبللة...و هو واقف ..ليتفرج عليها نسرين و الغضب يمتلؤها:انت حمار..ايه اللي انت عملته ده امير:هعديلك الشتيمة...احنا هنا بنشتغل مش جايين ننام نسرين:لما ابقى انام في مكتبك ابقى اتكلم لاحظت بعد الزجاج المنثور على مكتبها..لتتفقد مكتبها جزء جزء..توسعت عينيها..لتقف امامه.. نسرين و الدموع في عينيها:انت ليه عملت كده امير ببرود:وقعت نسرين:بس انت ليه مسكتها من الأول امير:عجبتني...و خصوصا الولد اللطيف..اللي واقف جنبك ده..الا صحيح..مين ده نسرين:ده كان صاحبي في المدرسة امير:طب اخلصي..مستنيكي في اوضة الأجتماعات خرج تاركا لها المساحة لتبكي على راحتها...هل هو بشر يشعر مثلها..ام فقط يجعلها تلعن في نفسها لمعرفتها له؟ رتبت ملابسها..و شعرها..لكن مازال اثار بكائها ... دخلت غرفة الأجتماعات لترى رجل كبير العمر..في منتصف الخمسينات...يجلس بجانبه يوسف و امير جلست امامهم..منتظرة توضيح لما يحدث...رأت علامات الغضب على وجه امير... يوسف ببعض من الخوف:استاذ مدحت الخولي..مدير اعمال لبناني نسرين:اهلا و سهلا...اتشرفنا نظر لها هذا الرجل بحنان زائد..ليسرح فيها..ما باله هذا الرجل؟ لم ينتبه الرجل لما يفعله الا عندما..ضرب امير يده على الطاولة.. امير:ممكن نخلص نسرين:طب تمام..ايه العقود اللي هتتمضي يوسف:استاذ مدحت..احم..جاي يطلب ايدك ...... نسرين:لا ديه نكتة حلوة .. يوسف بخوف:لا ديه مش نكته نسرين بصوت مرتفع:يعني ايه...انت عايزني اتجوز واحد اكبر من ابويا انتوا بتستهبلوا امير:صوتك...استاذ مدحت..اظن انت عرفت ردها..فياريت تمشي.... تنحنح الرجل...في احراج..وخرج من الغرفة ليتبقى هم الثلاثة تلعب بالقلم..لتخفف عن غضبها...تهدأ اعصابه لخروج هذا الرجل... يوسف:طب انا همشي بقى يا جماعة...نسرين تحبي تيجي معانا نظرت له نظرة عتاب...لماذا وضعها في هذا الموقف...هل هي بهذا الرخص..لا تسوى شئ بالنسبة لهم ايريدون التخلص منها بهذه السرعة؟ فهم انها لا تريد التحدث الأن ...او يبدو انها لا تريد التحدث معه مطلقا..خرج من الغرفة تاركا ورأه غازين..صعبا التجمع من دون حريقة!! امير:ليه رفضتي؟ نظرت له ...لترى علامة الجد عليه...هل يتكلم بجدية..اكان يوافق على هذه الزواجة!؟؟ لم ترد ..وقفت و اتجهت نحو الباب لتفتحه...لكن كما يفعل دائما سبقها..كان قريبا منها..لدرجة تضارب انفاسهما... امير بصوت منخفض:لما اكلمك..تردي عليا.. نسرين:يعني انت موافق امير بنفس الوضع:شايفه راجل محترم بدأت تلحظ استقرارهما على هذا الوضع الذي اصبح سخيفا..دفعته بيديها الصغيرتين..لكن لم تفلح امير:ايه مش قادرة تزوقيني نسرين:انت ليه كسرت الصورة امير:و انتي ليه رفضتي العريس نسرين:حاجة ماتخصكش امير:بتسألي و بتجاوبي على نفسك نسرين بسخط:ابعد عايزة اخرج امير:نسرين..مش تختبري صبري....امبارح لما مشيتي حطتيني في موقف وحش اووي..و ياريت مايتكررش.. ابتعد عنها...و خرج...مازالت انفاسه التي تغمرها رائحة سجائر النعناع...تملأ وجهها...نظرت للساعة المعلقة على الحائط لترى انها الخامسة مساءا.... ركبت سيارتها..لتذهب الى قصرها...دخلت لتجد..اسلام و نيرمين يذاكرون نظرت الى اخيها من بعيد لتجد ان عينيه تتركز عليها هي فقط ليس الا... لم يخلقنا الله عبثا...بل خلقنا لكي نعمر الأرض و نعبده.. يغفر الله لنا لأنه يحبنا..ليس مجبورا على مغفرتنا..لا يحتاجنا لكنه يحبنا....هذا هو الحب...لن تخسر شئ ان لم تغفر لمن تحب لن تزيد او تنقص شئ...لكن المحبة تجعلنا نغفر دون ان نعلم... دخلت اليهم..محاولة رسم الأبتسامة نسرين:الأجتهاد باين اسلام:راجعة بدري يعني نسرين:عندي مشوار بعد شوية..عاملة ايه يا نيرمين نيرمين:تمام الحمدالله...مفحوته مذاكرة نسرين:طب بالله عليكي خدي افحتي الواد ده معاكي اسلام:ربنا يخليكي والله..اهي ديه التوصية ولا بلاش.. ... تركتهم..لتصعد الى غرفتها..فتحت "الدولاب" لتخرج هذا الفستان الأسود..القصير...لم ترد شئ في هذا الوقت عدا ان تعزف..و تبكي...جربت كثيرا البكاء..لذا احبت تجريب العزف... .... يربط ربطة عنقه..السوداء...يضع بعض من عطره المفضل و ينظر الى نفسه بأعجاب تام...لبس ساعته..الفضية لتزيد من اناقته...تدخل هي لتعجب بأخيها الذي اصبح "مز" دنيا:انا كده هفكر اعاكسك ادم:يا بنتي انا طول عمري قمر دنيا:طبعا مش اخويا...هتجيب الحلاوة منين مثلا ادم:طب اوعي كده ... دنيا:ادم...تفتكر انا غلط ادم:ازاي..يعني دنيا:يعني...خد بالك من نفسك ابتسم لها ...و احس ان هناك ما تخفيه عنه...قبل رأسها و خرج...كان متحمسا لروأيتها...كانت ادمانا له... وقف امام قصرها..منتظرها بفارغ الصبر..منتظر اميرته التي سحرته بجمالها...و قلادتها !! ترجل من السيارة ليقف امامها..يلعب في هاتفه..حتى سمع صوت كعبها يرتطم بالأرض...ينزل هاتفه..ليتفحصها.. يتفحص فستانها الأسود الذي يزيدها جمالها بأضعاف..شعرها البني...يتحرك مع تيار الهواء...جسمها المتناسق ...عينيها التي خدرته...ظل يتأملها ..هل سيرافقها الى الحفل...؟؟ نسرين:انت هتفضل مبحلق كده ادم:ده انا لو مبحلقتش ابقى حمار نسرين:طب يالا علشان نلحق فتح لها باب السيارة الأمامية..سحره عطرها ..ركبت..ثم ركب هو.. ظل ينظر لها من الحين الى الأخر... نسرين:انا لو مت اعرف انك السبب ادم:لو العربيات اللي جنبنا حصلها حاجة اعرفي انك السبب ... وصلوا الى القاعة..ليجدوا الممثلين حضرواا..و بدأو بالتوتر .. بدأ العرض..لتتوسط هي ركنا بأكمله...لتعزف...الضوء مسلط عليها ليظهر جمالها...بدأت دموعها بالنزول...بدأت عالمها الخاص..مع اميرها الخفي... تأثر الناس بعزفها..و بدموعها...لكن تأثير مؤقت..من منا رأى اطفال يموتون و لم يتأثر...؟؟تاثرنا جميعا لكن هل لازلنا متأثرين..!؟هل تأثرنا و حزننا يظهر عند تغير معالم وجهنا...و قلب شفتنا السفلية..ام عندما نغير صورتنا الشخصية سوداء..؟ .. كم تمنى ان يخبرها بحبه الذي اخفاه عنها..كم يتمزق...من كثرة الألم عندما يرى الحزن في عينيها...كم كره كل من نظر اليها كل من سلم عليها..كان يشعر بالغيرة عليها...كان يعشقها عشق الجنون..لكن لا يقدر بالبوح بما يشعر..كان يتعامل معها بقسوة لكي لا تكشفه عينيه.."ما وجدت علاقة حب بلا معاناة " كانت هذه الكلمات التي تعينه على ما يفعله...!