موضوع: لحني الخاص الجزء الرابع هيبس جروب الثلاثاء مارس 17, 2015 5:49 pm
لحني الخاص
(4) دخلت قصرها...ثم توجهت الى مصدر الصوت المرتفع.. قادها الصوت الى غرفة الجلوس...لتجد اخيها..نائما على الأريكة التي في منتصف الغرفة...اقتربت منه..لتتركز عينيها على ملامحه..تتخيل ابيها في مكانه...لم تكن قاصية معه لكره..لكنها لم ترد ان يصبح مثلها...عديم المسؤولية...عديم الوجود!! اغلقت التلفاز...وطلبت من الخادمة لتغطيه...صعدت الى غرفتها...لتلقي بجسدها على سريرها الملكي...تفكر بأحداث اليوم...ما بالها..شاردة الذهن...عندما ألتقت بهذا الأدم...هل حقا اعجبت به..هل احبته!؟..ام تتخيل لتحصل على المنصب.. نضحي بقلوب و مشاعر أناس كانوا اغلى ما في حياتنا...للمال ليس الا..اخذها النوم الى عالمه...ليسحرها بأشياء لن تحصل مهما دفعت من المال...لتستيقظ منه و تكتشف انك عشت وهم...!! نامت لتحلم بنفس اليوم...يزداد فضولها خطوة بخطوة لتعرف هذا الفارس...تستيقظ على رنة هاتفها...لتجدها سالي نسرين بصوت ناعس:الو..عايزة ايه يا زفته سالي:اه صباح الخير squint رمز تعبيري نسرين:مش وقتك انجزي سالي:قومي يا هانم..الدكتور حالف انك لو مجتيش المحاضرة النهاردة لهيسقطك حتى لو حلا صح نسرين:ايه الهبل ده... سالي:انا لو مكانه...هرفدك اصلا...يالا نص ساعة تبقى قدامي نسرين:طب سلام سلام اغلقت الهاتف..لتلعن هذا "الدكتور" على اجبارها على شئ...لم تكن من محبي الأوامر..لكن التزمت بها مجبورة..لتحقق ابسط اماني والديها...نهضت من على سريرها لتكتشف ان الساعة 9 صباحا..ارتدت ملابسها المعتادة...اخذت حقيبتها...و نزلت الى الأسفل..لتتعجب من المنظر نسرين:يا مغير الأحوال ..اسلام صاحي و بيفطر..انت سخن ولا ايه اسلام:افضلي اتريقي..نسرين ممكن اسأل سؤال؟ نسرين:اتفضل اسلام:تفتكري ايه الهدف اللي ممكن احطه قدامي نسرين:تحط قدامك على اساس ايه لا مؤاخذة اسلام:يعني سمعت من صحابي الدحيحة.انهم بيحطوا هدف قدامهم..علشان ينجحوا نسرين: هو انت عندك صحاب دحيحة؟..و انت ايه الهدف بتاعك اسلام:هتصدقيني لو قلتلك ماعرفش عم الصمت فجأة ليصبح شئ قبيح...لم تلحظ كم من الأهتمام الذي يحتاجه اخيها...لم تدرك انها كانت تتحكم به لا تعينه على شئ نسرين بأبتسامة حنان:اكيد هتعرف يا حبيبي...اسلام عيزاك تعرف اني بحبك اووي اسلام محاولا كسر هذا الجو الدرامي الغير معتاد:ايه انتي مسافرة ولا ايه...فوكك يا بنتي انا كنت مطبق فتلاقيني بخترع حاجات نسرين:طب يا عم المطبق انا ماشية عايز حاجة اسلام:ربنا يخليكي يا بنتي...روحي ربنا يكعبلك في خمسة جنيه نسرين:يا سلام على الدعاوي..اقعد ذاكر..سلام .. تسير من نفس الطريق...تحب ان ترى نفس الوجوه...اصبح هذا الشارع جزأ لا يتجزأ منها... وصلت الى محطتها...دخلت وسط حشود الطلبة...ما كل هذه الطلبة...هل جميعهم يدرسون عند هذا "الدكتور"؟ وجدتها جالسة ...على طاولة...و تشرب شرابها المعتاد "كابتشينوا" جلست امامها... نسرين:يا بنتي ما تبطلي الأدمان ده سالي:يا ستي بيعملي دماغ...علشان استحمل رغي الدكاترة دول نسرين:ماشي ياختي ... سالي:بقولك..سمعتي عن المسرحية اللي هتتعمل نسرين:مسرحية ايه لا مؤاخذة سالي:مسرحية موسيقية..و اللي عملها ادم عزت نسرين مزبهلة:ادم عزت ابو الفضل سالي:الله الله...ده انتي عارفة اسم العائلة كمان..انطقي تعرفيه من فين؟ نسرين :انا سمعت عنه سالي:امم...سمعتي عنه ايه تاني نسرين:ولا حاجة...اومال المحاضرة هتبدأ امتى سالي:بعد نص ساعة كده نسرين:طب انا هجيب حاجة و اجي هزت رأسها...بمعنى الموافقة..ذهبت الى طريق المسرح...كم اشتاقت العزف...لم يمر سوى يوم..الا انها احست بأن الحياة تتخلى عنها خطوة بخطوة...دخلت الى المسرح لتجد ما تركته بالأمس...جلست على المقعد الذي امام البيانو...لتبدأ بالعزف و توديع حياتها...لم تنتبه ان هناك من يشاركها هذا العالم الأسطوري..انتهت من العزف...و عينيها تذرف دموعا..حزنا على حالها..ظلت ساكنة بعض الوقت....لتنذرف الدموع اكثر فاكثر.....صعد على المسرح...لتمتد يده بمنديل...تتفاجئ ان هناك من كان يسمعها..و يراها و هي تبكي...اخذت المنديل و مسحت دموعها..نظرت الى هذا الشخص لتجده هو.ادم عزت ابو الفضل اخذت حقيبتها..ووقفت عن الكرسي..و تخطته..لكنه لن يضيع هذه الفرصة من بين يديه...امسك بذراعها...لتلتفت هي و تفلت ذراعها بكل هدوؤ ادم:ممكن دقيقة من وقتك نسرين:استاذ ادم..انا بجد مشغولة ولازم امشي ادم:انتي مش مشغولة انتي بتتهربي مني نسرين و بدأ الأنفعال يحتلها:و ههرب منك ليه ...شايف عليا قواضي ولا حاجة ادم:اسوأ انتي هربانة من الحياة...و خصوصا لما بدأتي تعيطي و انتي بتعزفي نسرين:انت بتراقبني ادم:ابدا والله...انا كنت داخل المسرح علشان اشوف التنظيم للمسرحية اللي انتي هتشاركي فيها نسرين:نعم!؟؟..مسرحية ايه..و هشارك في ايه ادم:بوصي يا انسة رغم اني مش اعرف اسمك..بس اعرف صورتك..فأقدر اطلع اسمك من سجلك..وانا قررت انك هتعزفي في المسرحية بتاعتي..مش هلاقي حد بيعزف بالأحتراف ده نسرين:و انت مين علشان تقرر..انا مش بدخل مسرحيات ادم:لا هو انتي مش هتدخلي لأنك فعلا دخلتي خلاص..مفيش امل انك تطلعي نسرين بعناد اكثر:طب مش جاية ادم بثقة عمياء:هتيجي..صدقيني هتيجي تركها و ذهب الى باب المسرح ليخرج..لكن قبل ذلك التفت اليها ليودع عينيها العسليتين..التي عشقهما اكثر..من المرة السابقة .... ظلت مذبهلة في مكانها...من اين له كل هذه الثقة..من اين له هذه الوسامة!؟..افاقت من شرودها..عندما سمعت رنة هاتفها هذه الرنة التي لا طالما كرهت صاحب هذه الرنة الخاصة اخذت نفس عميق قبل ان ترد..لا تريد ان تتشاجر معه..لأنه سيغلبها بالكلام نسرين:الو..يا امير امير بعصبية مفرطة:نسرين عمر عز الدين..لو ملقتكيش قدامي خلال النص ساعة الجايين..انسي ان يبقى ليكي 1% من الشركة ديه و انتي عارفة اني اقدر نسرين في نفسها:السنوية!! نسرين بصوت يملؤه الخوف:انا اسفة بجد بس كنت مشغولة امير محاولا بكل جهده التحكم في اعصابه:فات من النص ساعة 3 دقايق.. لم يعطها الفرصة ان تدافع عن نفسها..بل اغلق الهاتف..احست بأهانة شديدة..يالا وقاحته..الم تعلمه امه كيف يتعامل مع حواء؟؟ ... ركبت عربتها..وقادت بأقصى سرعتها..ولم تخلى من شتائم البشر لها..تلقت مكالمة..من سالي..كانت متأكدة انها ستعاتبها على عدم الحضور الى الأن نسرين:الو سالي:يا ربي على البرود عاملة زي يوسف صحبك..يا بنتي اختفيتي فين نسرين:سالي انا لو ماروحتش الشركة دلوقتي...امير هيعلقني بدل الموحة اللي عنده في البدروم... سالي:يا خرابي النهاردة السنوية ..طب انا راحة على الشركة نسرين:طيب ماشي...بس لو مش لقتيني اقرأيلي الفاتحة سالي:مش الفاتحة و بس وحياتك اغلقت الهاتف...عندما وصلت الى الشركة...اغلقت عربتها بهذا "الريموت"الصغير و دخلت تركض الى الأعلى...تتخيل جميع الوجوه الغاضبة لتجد ان هذه الوجوه ارحم بكثير من وجه امير الغاضب. نسرين و هي تلقتط انفاسها:استاذ امير جوه ريم:ايوة يا فندم..ثانية هبلغه ان حضرتك هنا دخلت ريم الى مكتبه...لتعلمه بقدوم..عدوته..لكن امير كان يتكلم في الهاتف..ولم يكن وجهه يبشر بأي خير امير:ازاي.يعني عايزك تقلبلي الدنيا عليها فاهم يعني ايه ..لو هتطر انك تدور بره مصر دور بره مصر الق الهاتف..و كان يتصبب عرقا..هل كان يلعب مصارعة!؟ ريم:انسة نسرين بره امير:ابعتيلي يوسف..و دخليهالي خرجت من مكتبه..لتدعوها الى الدخول..تخطو كل خطوة..بخوف..تخاف من رد فعلها..احست ان قدمها لن تتحمل هذه المشاجرة.. دخلت الى المكتب..لتراه ينظر الى بعض الأوراق بتمعن كبير.. عندما لمحها..ترك كل ما في يدها...و وقف من كرسيه ليقترب اليها..كانت ترى نظرة الشر في عينيه..تتراجع الى الخلف..كل ما اقترب منها..التزقت بالحائط...ليقترب هو اكثر...قلبها كاد ان يخرج من صدرها...هذه النظرة لا تأتي الا في الحالات شديدة الغضب...تمنت ان تموت بطريقة اكثر انسانية من هذا امير بصوت منخفض يملؤه الغضب:ايه الجزء اللي مش مفهوم فأنك تتحملي المسؤولية نسرين بخوف:انا—انا..ك—نت بعمل حاجة امير:والحاجة ديه اهم من الموعد اللي عندك مع اكبر شركات في العالم صح امسك بذراعيها بقوة..لتخرج من فمها صرخة.. امير:نسرين...انا اقدر اخليكي تمشي بالطريقة اللي انا عايزها بس انا صابر...بس صبري ليه حدود..و انتي قربتي على الحدود.. كل كلمة تخرج من فمه..يضغط على ذراعيها...كانت تحاول الا تصرخ...لكي لا تزيد من الموقف سوؤأ.. ترك ذراعيها..ليبدأ بالصراخ عليها امير:انتي ليه مش بتقدري المواعيد.ايه الأستهتار ده...انتي عيلة و هتفضلي عيلة دخل يوسف على صراخها...ليجدها تمسك بذراعيها..و تبكي في صمت يوسف بصوت عال:انت غبي...ايديها ازرقت ايه اللي عملته ده يا حمار بدأت دموعها تتدحرج على وجنتيها...لما يفعل هذا...هل كانوا والداه!؟ اخذها يوسف الى مكتبها..و اخذ يلف على ذراعيها الشاش..تخرج صرخات بسيطة من فمها...لم ترد ان تقترب منه ثانيا...ازداد خوفها...كما ازدادت دموعها.. ما لم تفهمه...هو شعور النجذاب اليه...عندما كان قريب..احست انها تعرفه اعز المعرفة..ظلت تبكي..و هو ينظر لها يوسف:ممكن تبطلي عياط...انتي ايه اللي دخلك عنده و هو متعصب...اهدي بقى مسحت دموعها..ووقفت من على الكرسي.. نسرين:شكرا يا يوسف..انا همشي بقى.. يوسف:ما تستني يا بنتي... نسرين:لا خلاص ماليش نفس..هعدي على مكتبي اجيب كام ملف و امشي..سلام خرجت من مكتبه ليتأملها كل من مرت بجانبه..و تتكرر الكلمات عند كل مكتب "الف سلامة يا انسة نسرين" ذهبت الى مكتبها..اغلقت الباب خلفها...لتراه يجلس..على الكرسي الذي امام المكتب..فتحت الباب سريعا اتخرج لا تتحمل اكثر من هذا...اسرع امير نحوها و اقفل الباب نسرين:اوعى عايزة اطلع امير:بوصي انا اسف بس كنت متضايق شوية نسرين:حد قالك اني اللعبة بتاعتك تزعق فيها زي ما انت عايز امير:انتي مكبرة الموضوع اووي...و برضو قلتلك اسف نسرين:امير اوعى ايدك...عايزة اخرج من هنا لم يقف الحظ معها في هذه المشاجرة..لقد امسك ذراعها اليمين لذا لا تجيد ابعاد يده القوية بذراعها الشمال امير:ولو ماشلتهاش نسرين:عايز ايه امير:اولا اسمها حضرتك عايز ايه..مش بتكلمي السواق بتاعك..ثانيا..انا عايزك تتحملي المسؤولية شوية نسرين:طب يالا اوعى ايدك ابعد يديه ليفتح هو الباب و يخرج منه مع ابتسامته البشة تقف في مكتبها..لتسبه بكل ألفاظ العالم..لم تمانع ان سمعها فقد ارادت ان تخرج كبتها و غضبها..المها ... خرجت من الشركة..لتركب عربتها..بدأ الألم ان يقل تدريجيا.. بدأت في القيادة..احبت ان تغير من روتينها الحصري.فقادت بسرعة هائلة....لتسمع شتائم الناس...تتوسع ابتسامتها.. تقود من شوارع..جانبية..تسرع اكثر و اكثر..الا..تسمع بوق سيارة لتتوقف السيارتان بقوة...ترجلت من العربة للتشاجر مع هذا المعتوه..الذي اخرجها من متعتها الحصرية خرج هذا الشخص ليلقن السائق ..درسا عن القيادة ليتفاجئ الأثنين... نسرين:ادم!! ... يوسف:امير احب ابشرك انت غبي امير:مش نقصاك..عملتلي ايه في الموضوع بتاع البنت يوسف:هموت و اعرف مين اللي انت بتدور عليها ديه امير:معرفش ليه شاكك في عزت ابو الفضل يوسف:لا اكيد عزت ابو الفضل مالوش علاق بيكوا و خصوصا بعد الماقصة اللي خسرها امير:دورلي بس و ملكش دعوة يوسف:ما هو انا هدور على ايه امير:على دنيا ...بنته..عايز اعرف اضق تفاصيل حياتها لو قدرت تقولي بتفطر جبن رومي ولا جبنة بيضة يبقى كتر خيرك اخذ يوسف ينظر اليه...و هو لا يفهم شئ ..ما علاقة دنيا عزت ابو الفضل بأمير..وقف امير من كرسيه..ليلتقط سجارة و يشعلها امام النافذة الزجاجية..و يترك يوسف خلفه في شجار حاد مع افكاره ... ادم:انتي نسرين بغضب:انت بتمشي ورايا ادم:طب والمصحف مش كده...والله انا حبيت امشي من هنا مش اكت.ايه ده!؟..مال ايدك نسرين بتوتر:هاه..مالهاش..ملكش دعوة.. التفت لتركب عربتها..لكنه امسكها من ذراعها المؤلم نسرين بتوجع:اه..ايه يا عم مش تحاسب..و بعدين شايفاك اخدت عليا اووي ادم:اسف معلش...بوصي انا عايز اعرف حاجات كتير..مينفعش كل اما اشوفك تمشي و تسيبيني نسرين:يا ابني..انا بشوفك اكتر من اخويا ادم:شوفتي بقى ربنا عايزنا نعرف بعض..طب بلاش اسمك ايه اي حاجة..مش كفاية انك هتطلعي تعزفي و معرفش اسمك نسرين:انت عارف اسمي..كويس اووي...و بعدين انت مصمم تدايقني ليه..قولتلك مش طالعة لدم:هتطلعي..هتطلعي يا نسرين..اللي يخليكي تيجي النهاردة تعزفي...هيخليكي تيجي يوم العرض..عموما انا هعزمك تعالي اوديكي مكان هيعجبك اووي لم تنجوا نسرين من الحاح ادم نسرين:خلاص خلاص صدعتني..هروح معاك ركبت سيارتها..و فعل المثل..يقود هو في الأمام لتعرف الطريق...لم تعرف لما لم تمشي من طريق اخر للتخلص منه وصولوا الى تل..ترجلوا من عربتهم..و جلسوا اعلى الجبل ادم:ايه رأيك؟ نسرين:انا كده هصحبك مصلحة ادم:يا ريت يا ستي على الأقل هعرف عنك حاجات نسرين:انت عايز ايه بالظبط وقف ادم من جانبها..و مد يده لها ادم:تسمحيلي بالرقصة ديه نسرين بخجل ممزوج ببعض من الأحراج:بس انا مش بعرف ارقص ادم:هعلمك امسكت بيده لتقف...امسك بيد يدها الناعمة..والأخرة على خصرها....بدأو بالرقص...لم تكن بتلك السوؤ...كانوا يرقصوا من دون موسيقى مسموعة..عقولهم تصدر اصواتا كموسيقى لم تعزف من قبل...