تاريخ غرس اليهودية في العراق عندنا فقط فى هيبس جروب
كاتب الموضوع
رسالة
عمرى معاك
عدد المساهمات : 4424 تاريخ التسجيل : 27/08/2012 الموقع : https://hibsgroup.yoo7.com
موضوع: تاريخ غرس اليهودية في العراق عندنا فقط فى هيبس جروب الخميس أبريل 30, 2015 7:33 pm
تاريخ غرس اليهودية في العراق عندنا فقط فى هيبس جروب
ينقل الدكتور عدنان الباجة جي في كتابه (سيرة وذكريات) عن أحد الأعضاء اليهود في مجلس الأعيان العراقي، (وهو عزرا مناحين دانيا) كلمته خلال جلسة المجلس المنعقدة في 18 يوليو/تموز عام 1948م، حيث قال فيها: ".... إلا أنني أرى من واجبي الآن أن أستعرض تاريخ غرس الصهيونية في العراق، والعوامل التي اعتمدتها لغاية تنوير المجلس العالي، وليتخذ منها عبرة في المستقبل عند توجيه سياستنا العراقية، ففي أواسط سنة 1925ميلادية، أي بعد تشكيل الحكومة بقليل حضر إلى العراق مندوب من قبل الجمعية الصهيونية في فلسطين لغرض تأسيس وكالة صهيونية ونادي ومدرسة في هذا البلد، لترويج مبادئ الصهيونية لدى الجيل الناشئ، وبث الدعاية للهجرة إلى فلسطين. هال هذا الأمر الطائفة الإسرائيلية فاجتمع وجهاؤها وتباحثوا فيما يؤول إليه الأمر من إنشاء هذه الفكرة من النتائج الوخيمة، وقرروا واعتمدوا وفداً لدى المراجع ذات الشأن لأجل منع هذه، وراجع الوفد دائرة السامي البريطاني بالنظر لما كان معروضاً أن إشارة خفيفة من هذا الجانب تكون كافية لمنع هذه التشكيلات، وبالنظر لما كان ينتظر من هذا الجانب من العطف على هذه الدولة الفتية التي لم تلبث أن شكلها وأن سكانها من العرب واليهود عاشوا متحابين مطمئنين الواحد من الثاني في عصور عديدة تتجاوز الألفين سنة. ولكن فضلاً عن أنه لم تثمر هذه الجهود بأي نتيجة، رأينا مندهشين أن الحكومة العراقية ذاتها تبنت هذا المشروع، مشروع غرس نواة الصهيونية في العراق بسماحها بتأسيس وكالة صهيونية ونادي ومدرسة بإجازة من المعارف ذاتها، بدأت هذه المؤسسات ببث الدعاية لترويج وتحبيذ الصهيونية في العراق، وتشجيع الهجرة إلى فلسطين تحت رعاية الحكومة وحمايتها.
أن المعتمد الذي عينته الوكالة الصهيونية في فلسطين للعراق كان معترفاً به رسمياً وكانت دائرة السفر والجنسية لا تعطي جواز سفر إلى فلسطين إلا أن يصادق على هذا الجواز المعتمد المذكور، بالوقت ذاته اتخذت الحكومة العراقية تدابير معاكسة في نشر الدعاية الصهيونية في المدارس الرسمية وفي وحدات الجيش وفي المطبوعات، وعندما قامت المظاهرات (ضد السر الفرد موند) عند قدومه للعراق في 1928م باعتباره أحد أقطاب الصهيونية، لم تفكر بإلغاء إجازة المدرسة الصهيونية الممنوحة من قبلها، بل استثمرت هذه المدرسة والمؤسسات الأخرى في أعمالها، ولم تقدم الحكومة على إلغائها إلا بعد أن قامت الطائفة الإسرائيلية باحتجاج شديد لدى أولياء الأمر على هذه الأعمال ذات الوجهين، وكان ذلك في العام 1934م، أي بعد اثنتي عشرة سنة من تأسيس هذه التشكيلات، ويشهد على ذلك من كان في مسؤولية الحكم في ذلك التاريخ".(10)
على غرار عملها في معظم دول العالم، حاولت الصهيونية، وتحاول، استدراج جميع اليهود الموجودين في العالم، وتوطينهم في فلسطين المحتلة، من أجل خلق وطن قومي لهم على أرض عربية، لن تتحقق بدون وجود العنصر البشري، وبأعداد كبيرة، تحقق لها نمواً سكانياً وعمرانياً واقتصادياً وعسكرياً.. ومن بين الدول التي دأبت على استدراج اليهود فيها هي دولة العراق، والتي كانت تضم مئات الآلاف من اليهود، الذين يعيشون جنباً إلى جنب مع الشعب العراقي المسلم. ولم يبق اليوم من اليهود في العراق سوى أعداد قليلة لا تتجاوز العشرات من كبار السن، رغم أن عدد يهود العراق، كان يأتي في المرتبة الثانية من عدد اليهود العرب بعد يعود المغرب، وبلغ تعداد يهود العراق في منتصف القرن الماضي، أي بعد قيام إسرائيل نحو 120 ألف يهودي، وتراجعوا سنة 1958م إلى ستة آلاف، ثم تناقصوا سنة 1969م إلى ألفين وخمسمائة يهودي! هذا غير اليهود الأكراد الذين بلغ عددهم 100 ألف (موسوعة اليهود واليهودية د.عبد الوهاب المسيري)، وفي المقابل كان يهود البلاد العربية يشكلون أقلية صغيرة بالنسبة ليهود العالم، وأصبح اليهود العرب يشكلون أغلبية سكان إسرائيل.
وقد استطاعت الحركة الصهيوني اجتذاب هؤلاء اليهود من العراق بطرق تحريضية وقسرية، حيث افتعلت بعض الأحداث بين اليهود، واستغلت أحداثاً أخرى. ومن هذه الأحداث ما أطلق عليه اسم "أحداث فرهود" سنة 1941م.
تاريخ غرس اليهودية في العراق عندنا فقط فى هيبس جروب