التشاؤم من بعض الأشخاص.. وقولهم: احنا اصْطَبَحْنا بِوِشّ مين النهاردَه, دَه وِشُّه وِحِش, دَه وِشُّه نَحْس, دَه وِشُّه فيه بَرّيمَة, دَه وِشُّه يقطع الخميرة من البيت, ده شَرارة… إلخ. والتشاؤم من بعض الطيور, مثل البُومَة, والحِدْأة, والغُراب, ومن فِعْلِ بعض الأشياء ليلاً, مثل كَنْس البيت, أو إخراج المنْخُل, أو فتح المقَصّ, أواستعمال الإبرَة, أو قِشْر الثوم. والتشاؤم من اللون الأسود, وقَلْب الحِذاء, وعواء الكلب, ويقولون إن الكلب إذا أصدر هذا الصوت, فلابد أن أحداً سيموت. والتشاؤم من شخص إذا دخل البيت فقُطِعَت الكهرباء, ويقولون دَه وِشُّه وِحِش. وإذا قُطِعَت الكهرباء فى عُرْس, فمعناه أن العَرُوس وجهها وِحِش. والتشاؤم من تسمية أحد بأسماء أولادهم, ويقولون: اسم مزروع واسم مخلوع. ويعتقدون أن الذى يُصَلّى وأمامه إنسان.. أنه يفَوِّل عليه بالموت، وأن الحائض إذا خَطَّت فوق أحد جالس – وخصوصاً الأطفال – أنهم سيصابون بأذى, ويقولون: حرام تِعَدّى عليه. والتشاؤم من بعض الأرقام, مثل رقم 13. وكل هذا ما أنزل الله به من سلطان, وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((لا عَدْوَى ولا طِيَرَة, ويعجبنى الفَأل الصالح, والفَأل الصالح الكلمة الحسنة)) [سنن أبى داود, صحيح الجامع:7532] والطِّيَرَة معناها التشاؤم, و((لا عدوى)) أى أنها لا تتم تلقائياً بذاتها, ولكن بأمر الله جل وعلا، لأنه حين سُئِل عن الجَرَب الذى يصيب الجِمَال, ويكون مُعْدِياً, قال: ((فمن أجْرَبَ الأوَّل؟)) [سنن الترمذى, صحيح الجامع:7529] أى فمن أصاب الجَمَل الأوَّل بالجرَب؟, وسبحان الله! كم من مُخالِط للمرضى, وقد عافاه الله، وكم من صحيح قد ابتلاه الله، فالأمر كله لله. و((الفأل)) كما جاء فى الحديث, معناه الكلمة الحسنة, وليس بالأشخاص, أو الأماكن, كما يظن البعض.