هل يجوز للمرأة قراءة الرقية الشرعية على نفسها اثناء فترة الحيض ليس من
القرآن الكريم وماذا تفعل المرأة الحائض لتقي نفسها من شر الارواح الخبيثة
في هذه الحالة وهل يجوز للحائض ان تتوضأ قبل النوم؟؟؟؟
يتساءل الكثير
عن حكم مشروعية الرقية على الحائض والنفساء ، وكذلك حكم رقية الحائض
والنفساء لغيرها من النساء ، وتحت هذا العنوان لا بد من إيضاح أن المعالج
لا بد له من توفر الطهارة من الحدث الأكبر ، ولا يجوز له أن يقرأ حرفا
واحدا من القرآن وهو على جنابة ، أما بالنسبة للمريض فالأكمل أن يكون طاهرا
أيضا ، ولكنه ولدواعي الضرورة فلا يرى بأسا برقية الحائض والنفساء بسبب
الإيذاء والضرر الشديد الذي قد ينالها نتيجة ذلك المرض ، وهذا ما ذهب إليه
أهل العلم بخصوص هذه المسألة 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( وأما قراءة الجنب والحائض للقرآن فللعلماء فيه ثلاثة أقوال :
* قيل : يجوز لهذا ولهذا 0 وهو مذهب أبي حنيفة والمشهور من مذهب الشافعي وأحمد 0
*
وقيل : لا يجوز للجنب ، ويجوز للحائض 0 إما مطلقاً ، أو إذا خافت النسيان 0
وهو مذهب مالك 0 وقول في مذهب أحمد وغيره 0 فإن قراءة الحائض القرآن لم
يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه شيء غير الحديث المروي عن اسماعيل بن
عياش عن موسى بن عقبة عن نافع عن ابن عمر " لا تقرأ الحائض ولا الجنب من
القرآن شيئاً " ( ضعيف الجامع – 6364 ) رواه أبو داود وغيره 0 وهو حديث
ضعيف باتفاق أهل المعرفة بالحديث 0
واسماعيل بن عياش ما يرويه عن
الحجازيين أحاديث ضعيفة ؛ بخلاف روايته عن الشاميين ، ولم يرو هذا عن نافع
أحد من الثقات ، ومعلوم أن النساء كن يحضن على عهد رسول الله صلى الله عليه
وسلم ولم يكن ينههن عن قراءة القرآن 0 كما لم يكن ينههن عن الذكر والدعاء
بل أمر الحيّض أن يخرجن يوم العيد ، فيكبرون بتكبير المسلمين 0 وأمر الحائض
أن تقضي المناسك كلها إلا الطواف بالبيت : تلبي وهي حائض ، وكذلك بمزدلفة
ومنى ، وغير ذلك من المشاعر 0
فعلم أن الحائض يرخص لها فيما لا يرخص
للجنب فيه ؛ لأجل العذر 0 وإن كانت عدتها أغلظ ، فكذلك قراءة القرآن لم
ينهها الشارع عن ذلك ) ( مجموع الفتاوى - 21 / 459 ) 0
قلت : يتبين
من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - جواز قراءة القرآن للحائض دون
الجنب ، وهو الراجح من أقوال أهل العلم ، فإن كان يجوز لها قراءة القرآن
دون مس المصحف ، فمن باب أولى أن ترقى بالرقية الشرعية الثابتة في الكتاب
والسنة ، خاصة إذا دعت الحاجة لذلك وابتليت بمرض من الأمراض التي تصيب
النفس البشرية من صرع أو سحر أو عين ، والله تعالى أعلم 0
سئل فضيلة
الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - حفظه الله - عن جواز رقية المريض
والجنب والحائض فأجاب : ( يشترط لقارئ القرآن الطهارة من الحدث الأكبر ،
الذي يوجب الغسل ، كالجنابة والحيض ، وأما المريض فالأكمل أن يكون طاهرا
أيضا ، لكن إذا مرضت الحائض وتضررت جازت القراءة عليها زمن الحيض للحاجة ،
سواء كان المرض بالمس أو السحر أو العين ) ( الفتاوى الذهبية – ص 34 ،
وأنظر إلى " الكنز الثمين " – 1 / 195 ) 0
* وهل يجوز أن ترقي المرأة الحائض غيرها من النساء ؟؟؟
قال
فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين : ( لا بأس برقية المرأة الحائض
أو المريضة وكذا النفساء ، وسواء كانت راقية أم مرقية ، أي فيجوز عند
الحاجة أن الحائض ترقي غيرها وتقرأ على المريض الآيات المأثورة والأدعية
الصحيحة ، وذلك أنه يجوز لها قراءة الآيات التي فيها دعاء وذكر حيث لم تمنع
إلا من تلاوة القرآن ، فأما الأوراد والأدعية فلها التقرب بها ولو كانت من
القرآن والحديث ، ومتى جاز للحائض أن ترقي غيرها جاز أن يرقيها الراقي
ويقرأ عليها من الآيات المأثور استعمالها ، ولا يمنع التأثير كونها في
الحال حائضا أو نفساء ) ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر
والعين – 413 ، 414 ) 0
ومن هنا فإنه يتضح جلياً جواز رقية الحائض
والنفساء حيث يعد هذا الأمر من الأمور الاضطرارية ، وكذلك لها رقية الغير
من النساء تحت نفس الظروف ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا للعمل بكتابه
وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، والله تعالى أعلم