عدد المساهمات : 4424 تاريخ التسجيل : 27/08/2012 الموقع : https://hibsgroup.yoo7.com
موضوع: اسطورة سيزيف والعذاب الأبدى.....بالصور السبت نوفمبر 03, 2012 3:00 am
سيزيف محارب بارع وماهر يتميز بالمكر والدهاء وهو أبن أيولوس إله الرياح ، أشتغل بالتجارة والإبحار ، لكنه كان مخادعا وجشعا ، وخرق قوانين وأعراف الضيافة بأن قتل المسافرين والضيوف (النزلاء) ، و قد صوره هوميروس ومن تلاه من الكُتاب وأشتهر لديهم بأنه أمكر وأخبث البشر على وجه الأرض قاطبة وأكثرهم لؤما ، أغرى أبنة أخيه ، وأغتصب عرش أخيه ، وأفشى أسرار زيوس (خصوصا أغتصاب زيوس لإيجينا ، أبنة إله النهر أسوبوس ، وفى روايات أخرى أبنة والدة أيولوس ، وبالتالي تكون أخت سيزيف الشقيقة أو نصف الشقيقة) .
ثم أمر زيوس هادس أن يسلسل سيزيف في الجحيم ، وطلب سيزيف بمكر من أله الموت ثانتوس أن يجرب الأصفاد والسلاسل ليختبر مدى كفاءتها ، وعندما فعل ثانتوس ذلك أحكم عليه سيزيف الأصفاد وتوعد هادس ، وأحدث ذلك تمردا وأنقلابا وثورة وهياجاً ولم يعد أحد من البشر يموت ، حتى انزعج آريس لأنه فقد المتعة من معاركه لأن خصومه فيها لا يموتون لذلك تدخل وأطلق سراح وفك أسر ثانتوس وأرسل سيزيف إلى الجحيم
وقبل موت سيزيف ، أخبر زوجته أنه عندما يموت فعليها أن تمتنع عن تقديم أضحيتها المعتادة ، وفى العالم السفلي شكا من أن زوجته تهجره وتهمله وتتجاهله وأقنع برسيفوني ، ملكة العالم السفلي ، بالسماح له بالصعود للعالم العلوي ويطلب من زوجته أن تؤدي واجبها وتقدم أضحيتها ، عندما عاد سيزيف إلى كورينث ، رفض أن يعود ولذلك حُمل إلى العالم السفلي بواسطة هاديس ، وفى رواية أخرى للأسطورة ، أقتنعت برسيفوني مباشرة أنه قد قيد إلى الجحيم بطريق الخطأ وأمرت بإطلاق سراحه .
ونتيجة لما أرتكبة من أفعال غضبت عليه ألهة الأوليمبوس ، لذا تعرض لأقسي وأعنف أنواع العقاب الصارم ، وكعقاب من الآلهة على خداعه ، أُرغمه زيوس كبير الألهة على دحرجة صخرة ضخمة إلي قمة جبل وما أن يصل إلي قمته حتي تنحدر منه الصخرة مرة أخري وتسقط إلي أسفل عند سفح الجبل فيعود مرة أخري لدحرجتها إلي قمة الجبل وما أن يصل إلي قمتة حتي تنحدر مره أخري لأسفل وهكذا يظل سيزيف في هذا العذاب الأبدي .
وكانت العقوبة ذات السمة الجنونية والمثيرة للجنون التي عوقب بها سيزيف جزاء لأعتقاده المتعجرف كبشر بأن ذكاءه يمكن أن يغلب ويفوق ذكاء زيوس ومكره ، لقد اتخذ سيزيف الخطوة الجريئة بالإبلاغ عن فضائح ونزوات زيوس الغرامية ، وأخبر إله النهر أسوبوس بكل ما يتعلق من ظروف وملابسات بأبنته إيجينا وزيوس ، وبصرف النظر عن كون نزوات زيوس غير لائقة ، فإن سيزيف تجاوز وخرق بشكل لا تخطئه العين حدوده لأنه أعتبر نفسه نداً للآلهة حتى يٌبلغ عن حماقاتهم وطيشهم .
وكنتيجة لذلك أظهر زيوس ذكاءه الخاص بأن ربط سيزيف بعقوبة وحيرة أبدية ، وطبقا لذلك فإن الأنشطة عديمة الهدف أو اللا متناهية توصف بأنها سيزيفية ، فيعتبر سيزيف البطل الأسطوري الذي يقوم بمهمة وهو يعلم أنها لن تنتهي ولاجدوي منها ويكافح كفاحاً مريراً وهو يعلم أنه سيكلل بالفشل ، وقد كان سيزيف وقصته يشكلان موضوعاً شائعاً للكتاب القدامى ، وقد صوره الرسام بوليجنوتوس على جدران الليش في دلفى .