جديد مورينجا بلا دكاترة بلا لحمة
مع الخرفان والحاجات الغالية دي ما رأيكم فلقد وجدت لكم شجرة ذات سيقان طويلة وممشوقة وصفها (أحفاد أمرؤ القيس) بشجرة الحب أو شجرة غصن البان لتشابهها مع المرأة عندما تكون طويلة وعودها مفرود ولديها أزهار جميلة تظهر خلال ثمانية شهور من زراعتها حيث يمكن أكلها بعد تحميرها وهي تشبه في طعمها وقوامها (عش الغراب) وتتميز بارتفاع محتواها من الكالسيوم والبوتاسيوم وعندما تصير قرونا ( pods) خضراء جميلة المنظر وبها أكثر من خمسة وعشرين حبة يمكنك حصدها وهي خضراء وتعاملها كمعاملة البسلة والفاصوليا الخضراء وتطبخها بدون لحمة و(تقدميها لزوجك) مع الأرز كما يمكن حصد أوراقها أيضا leaves وتؤكل إما طازجة أو مطبوخة مثل السبانخ، والملوخية وبالطبع طبخها وتقديمها له (بس ما تاني يوم طوالي) لأنو حيولع اذ تحتوي على المعادن بجانب الفيتامينات المهمة والغير مهمة كما يمكن أن تجفف وتطحن في صورة مسحوق يمكن إضافته إلى الصلصات أو الشوربة…..
وعندما تجف تلك البذور برضو يمكن استخدامها في الأكل كالبسلة والحمص أو المكسرات…. ولمن (يزهج) زوجك من أكل المورينقا يمكنك محاصرته بها عن طريق الزيت حيث يمكن جمع البذور الجافة البنية وكبسها لاستخراج الزيت عالي الجودة ويشبه في هذه الحالة زيت الزيتون لارتفاع محتواه من حامض الفوليك (73%)، حيث تحتوي البذور على حوالي 40% من الزيت والذي يمكن استخدامه في الطبخ وتطبخي ليهو كل الأكل بزيت المورينقا. وكان رفض تناول (المحمر والمشمر) المقلي بزيت المورينقا ما مشكلة فليستخدمه كصابون اذ يمكن استخدامه في صناعة الشحوم والصابون حيث أثبتت فائدته في حماية الجلد.
ويستحسن عدم رمي مخلفات كبس بذور المورينجا عند استخلاص الزيت وذلك في عملية ترويق المياه مثله ومثل (الشب) أو البولمر الذي يستخدم لتجميع الشوائب بالماء وترسيبها والقضاء على البكتريا في عملية ترويق الماء، فيكون الماء (برضو) بي نكهة المورينقا….. ونفس تلك المخلفات أيضا يمكن صناعة الورق منها ليكتب على (المورينجا) أيضا والا كمان لو تطورت صناعة الأثاثات فيمكنه أن (ينوم قفا) وعلى المورينجا أيضا.
فما سر هذه الشجرة العجيبة ولماذا تسمى بالصيدلية المتحركة، وبشجرة الحب وبغصن البان وغيرها من الأسماء وما كثرة الأسماء عند العرب الا لعظمة الشئ فخد عندك مثلا (الأسد) حتطلع ليك بعدد من الأسماء تمجيدا لذلك الملك وصورته لدى الكل.
فالمورينجا كذلك يمكن أن تجارى الأسد في عظمته ولكن بدلا من صفة الافتراس التي يتميز بها الأسد ستكون صفة (التطبيب) هي الغالبة لديها…. والغريبة لم تسلم تلك الشجرة من نيل ود ناس البيئة أيضا فقد زرعوها في الأماكن القاحلة وذات الظروف البيئية الصعبة فإن زراعة الصحراء بزراعات تتحمل الظروف البيئية القاسية وفي الوقت نفسه ناجعة على المستويات الطبية والعلمية والاقتصادية والغذائية هو أمر ينقصنا عربياً، ولعل شجرة المورينجا والتي يطلق عليها “غصن البان” هي من أنجع الأشجار التي يمكن أن تزرع في الأراضي القاحلة والحارة حيث تتحمل الجفاف والملوحة وتمتاز بسرعة النمو، حيث يصل ارتفاعها إلى أكثر من مترين في أقل من شهرين وأكثر من ثلاثة أمتار في أقل من عشرة أشهر من زراعة البذور وقد يصل ارتفاعها إلى ما بين 9 و 12 متراً خلال ثلاث سنوات.
تحتوي عائلة المورينجا على 14 صنفاً من أصناف المورينجا المختلفة وأشهرها Moringa oleifera، ولها عدة أسماء حول العالم، فيما يطلق عليها في بعض المواقع الغربية اسم شجرة الحياة أو الشجرة المعجزة لأنها تحمل جوانب إنسانية عديدة للفقراء لما يمكن أن تمثله من مصدر غذائي مكمل لهم ولا سيما أنها تنمو برياً وتنتشر في بلاد عديدة من قارتي آسيا وأفريقيا وخاصة في أثيوبيا وكينيا والسودان وشمال الهند وباكستان. فقد نالت اهتمام العديد من الباحثين، حيث تساعد هذه الشجرة على علاج أنيميا الدم وأمراض القلب والمخ والأعصاب والسرطان، هذا إلى جانب مفعولها في الوقاية من الإصابة بفقدان البصر الناتج من نقص فيتامين (أ ). كما أجمع عدد من الأطباء على القيمة الفعالة للشجرة في علاج أمراض التهاب المثانة والبروستاتا والسيلان والزهري والحمى الصفراء والروماتيزم، ويجري العمل حالياً على التوسع بزراعتها في نواحي مختلفة من العالم، ونحن في السودان لسنا باستثناء، حيث يقوم العديد من المواطنين بزراعتها بجانب الأستاذ صلاح عابدون الرجل صاحب المبادرات في مجال تطوير الزراعة في السودان والذي ظل منهمكا خلال الثلاث سنوات الماضية في استزراع شجرة المورنقا حيث استجلب بذورها ودرس طريقة انباتها ووسائل تربيتها.. وبالطبع لابد وأنه قد صرف الكثير من الأموال والجهد ليخرج بالنتائج الجيدة التي تحصل عليها والتي لابد أن تؤدي إلى تغيير كبير في خارطة الانتاج الزراعي بالبلاد اذا ما وجدت فكرته التشجيع والمؤازرة من الجهات المعنية.
قد سعدت كثيراً بالتجول معه في المزرعة التجريبية بمنطقة السامراب والتي تقف شاهداً على أن القطاع الخاص السوداني لم يعد منكفئاً على نفسه بل توسعت انشطته لتشمل الاهتمام بالعمل القومي والانشغال بالبحوث والتجارب في أصعب وأعقد تطبيقاتها فمزرعة الرجل وبالرغم من صغر حجمها الا أنها تشمل انشطة جانبية ذات بعد استراتيجي يعني بحل مشكلة الفقر وتخفيف حدة العطالة وتوفير الغذاء .. فالمزرعة مقسمة إلى وحدات انتاجية كل منها ثلاثة افدنة .. ويقوم على كل وحدة مزارع واحد وبرفقته أسرته .. وتتم زراعة الشجرة الرئيسية (المورينجا) بين الخضروات حيث يقوم المزارع باستخدام ما يزرعه من خضروات نظير اهتمامه بشجرة المورينجا وجمع البذور ويربي (أغنامه) أيضا من علف تلك الشجرة حيث أثبتت الدراسات أيضا صلاحيتها كأعلاف تغذي وتدر اللبن هذا بجانب ما يتم توفره من عائدات على بيع الخضر .