السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اجابة السؤال الذي شغل بال الجميع
فيه سؤال شغل بال الناس اللي شاغلة بالها بطبيعة الشعب المصري الكام شهر اللي فاتوا دول: ليه المصريين مبيخافوش من القنابل اللي بقت منتشرة في كل حتة أكتر من عربيات الفول؟ والحقيقة ان فيه عشر أسباب بيخلوا المصريين ميخافوش ولا يتضايقوا حتى من التفجيرات اللي ممكن تحصل أي يوم وأي وقت، والأسباب دي هي:
1. فرصة ان مواطن مصري يموت في تفجير تأتي في المركز 76 بين أسباب الوفاة في مصر بعد أسباب أكثر جدية مثل حوادث السيارات وحوادث القطارات وانهيارات المنازل والوقوع في بلاعات المجاري وفيروس سي والفشل الكلوي والموت بسبب الأخطاء الطبية أو الإهمال الطبي أو الموت من الجوع أو التسمم الغذائي أو بأي مرض معوي أو صدري له علاقة بالتلوث.. إلخ إلخ إلخ.. مش التفجيرات هي اللي هتخوف يعني.
2. الشارع اللي بتنفجر فيه قنبلة بيتحسن كتير بعد الانفجار عن قبل الانفجار.. لأن الانفجار بيشيل شوية مظاهر غير مرغوب فيها وشوية قاذورات مش في مكانها ومش بيدمرها وانما هو بيطيرها في اماكن تانية.. انما الشارع اللي فيه الانفجار بيتحسن مؤقتا.. وبالنسبة للناس اللي بتموت أو بتتصاب فهم في النهاية أحياء عند ربهم يرزقون ويعتبروا فلتوا من اسباب الوفاة التانية المذكور بعضها في البند 1.
3. الشرطة بتروح أماكن التفجيرات وبتعطل المرور شوية لحين تفكيك القنبلة او اجراء البحث الجنائي وده بيعمل زحمة الناس مبتنزعجش منها لأنها كدة كدة موجودة.. بس بعد كدة بيمشوا المرور وحركة السير بتتنظم في الشارع ده يمكن لأول مرة في حياته لأنه بقا فيه ظباط وعساكر بينظموا المرور وبيشخطوا في الناس علشان يمشوا بسرعة شوية.
4. الموضوع ميخصش الناس اساسا، وبيتعاملوا معاه على انه خلاف بين ناس كدة في الحكومة وناس كدة في الاخوان.. وبداخل كل مواطن مصري شعور ثابت ودائم بإن ما يحدث للغير لا يمكن أن يحدث ليه.. ولذلك في العادة لما بيحصل ضرب ناس كل الجنسيات بتجري بعيد والمصري هو الوحيد اللي بيروح يتفرج على اعتبار انه مالوش دعوة فمش طبيعي انه تيجي فيه رصاصة.
5. الشعب المصري معندوش ثقافة الانفجار اساسا.. يعني دي بالنسباله حاجة مجهولة هو لسة بيستكشفها وبيتعرف عليها بطريقته.. وطريقته دي تتضمن انه يروح يتفرج عليها ويلعب فيها ويحطها في مية وينكشها بعصاية علشان يشوفها هتنفجر ولا لا.. لسة المادة العلمية بتاعة التفجير بتتكون في ذهن المواطن المصري ولحد دلوقتي هو لسة لم يكتشف انها مخلوق خطير.. على الاقل هي بالتأكيد مش في خطورة المواطن المصري نفسه.
6. احنا شعب محروم من التسلية.. وحكايات القنابل والتفجيرات ومشاهد التفجير والتفكيك والضحايا دخلت عنصر دراما وسسبنس على الحواديت الشعبية والحوارات اللي بتدور بين الناس وبعضها.. يعني هي ممكن تبقى حاجة خطيرة بس ده بالنسبة لأي شعب تاني.. بالنسبة للشعب المصري هي مصدر ترفيه وتسلية.
7. سيبك من حكاية ان الشعب المصري مالوش كتالوج، الكلام ده مش صحيح لأن الشعب المصري له كتالوج واضح جدا.. وبالنسبة لصفحة القنابل في الكتالوج ده فهي بتقول ان المواطن المصري بيتعامل مع القنابل زي ما بيتعامل مع اي خطر في الدنيا: أولا بيتفرج عليه، ثانيا بيحاول منفردا او بالتعاون مع مواطنين تانيين في التخلص منه بأي فكرة مجنونة، وثالثا بيخترع حكاية اسطورية تسعين في المية منها اكاذيب وخرافات عن الواقعة كلها وعن تعامله معاها.
8. الشعب المصري فيه ناس فعلا محتاجين التفجيرات تحصل.. ومحتاجينها تحصل قريب من بيوتهم أو من شغلهم علشان يلاقوا فرصة يكتبوا على فيسبوك البوست الخالد “هنموت منفجرييييين.. أومبلة فرقت قدام شغلي بالظبط!!”
9. لو دورت كويس على ايه اللي ممكن يخسره المواطن المصري لو انفجرت فيه القنبلة مش هتلاقي حاجات كتير.. هو صحيح عايش وهو صحيح راضي بالعيشة بس في العموم، بس ده لا يعني انه لو انفجر هيبقى أقل سعادة من دلوقتي
10. المواطن المصري في حالة بحث دائمة عن أسباب تخليه يتواصل ويتفاعل ويتعاون مع باقي المواطنين المصريين.. وعبارات زي “امسك حرامي” أو “حوش يا جدع!! الحق يا جدع!!” أو “الحقونا يا نااااس” أو “حد يكلم الاسعاف” وغيرها من العبارات بتاعة استنفار الجمع البشري المصري هي عبارات وقعها على ودان المواطن المصري زي وقع مزيكا موتسارت على ودان المواطن النمساوي بالظبط.. لأنها بتدعوه لحالة التجمع والتجمهر والتعاون اللي هو بيحبها لأسباب لا يعلمها الا الله