عدد المساهمات : 4424 تاريخ التسجيل : 27/08/2012 الموقع : https://hibsgroup.yoo7.com
موضوع: الصبر أمره عظيم وصاحبه على خلق كريم السبت مارس 14, 2015 4:40 pm
الصبر أمره عظيم وصاحبه على خلق كريم
إن الناظر لحال هذا الزمان ليجد أن أكثر الناس قد تمسكوا بالدنيا وانشغلوا بها عن الآخرة ، وما علموا أن هذه الحياة الدنيا إنما هي لعب ولهو وأن الآخرة هي مقصود المؤمن لأنها دار الخلود والسعادة الأبدية فيا لها من سعادة حقيقية ...
الدنيا الدنية التي شغلت الناس عن الطاعة فأسرفوا فيها بالملذات حتى غشوا المكروهات ودخلوا في الشبهات حتى وقعوا في المحرمات ( ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ) رواه البخاري ومسلم ، إن الله جل وعلا ضرب لنا أروع الأمثال في القرآن الكريم عن حال الدنيا ...
هي حقيقة الدنيا يا من تنافس عليها ، واعلم أنك ملاقي ربك جل وعلا وهو سائلك فماذا قدمت من إجابة للسؤال !!! قال صلى الله عليه وسلم (لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن جسده فيما أبلاه وعن علمه فيما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ) رواه مسلم.. فيا الله ما أعظم الموقف وما أعظم السائل ، ويا حسرة أصحاب الشهوات المفسدين، ويالسعادة الطائعين الصابرين عند تغير الحال وظهور الفساد ، فحق لهم هذا الثناء ... ( فطوبى للغرباء ) ...
أختي المسلمة العفيفة اعلمي أن الصالحات الطائعات لربهن سبحانه وتعالى في سعادة حقيقية لا يعرفها إلا من عايشها وأحس بلذتها ، فهي سعادة بعيدة عن الشقاء وإن حصل معها بعض ما يظهر للناس أنها ليست من السعادة مثل الآلام والمصائب مثل الأمراض وفقد الأحبة ونقص الأموال ، وتسلط المفسدين على الصالحين والطعن فيهم والاستهزاء بهم ، فهذه ليست من علامات الشقاوة لأنها من الابتلاءات التي يبتلي الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين الصابرين رفعة لدرجاتهم وحطا ً من سيئاتهم ، قال تعالى ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )..
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في تيسير الكريم الرحمن: أخبر تعالى أنه لا بد أن يبتلي عباده بالمحن, ليتبين الصادق من الكاذب, والجازع من الصابر, وهذه سنته تعالى في عباده؛ لأن السراء لو استمرت لأهل الإيمان, ولم يحصل معها محنة, لحصل الاختلاط الذي هو فساد, وحكمة الله تقتضي تمييز أهل الخير من أهل الشر...
إذن أيتها المؤمنة الصابرة لا تحزني فهذه كلها ابتلاءات وعلامات للسعادة وليست للشقاء كما يفهمها الجاهلون بحقيقة الدنيا والعابثون بأخلاقهم الذين ركنوا لها وقدموها على الآخرة ، فاثبتي واعلمي أن الإنسان محاسب على أعماله فلا يفرح أصحاب الفجور بفجورهم باختلاف سلوكهم المعوج فإن الله جل وعلا حكيم عليم وسوف يسألهم قال تعالى : ( فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون ) سورة الحجر..
وأبشري ياأخية ببشارة النبي صلى الله عليه وسلم ( عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له ) رواه مسلم..
الصبر عند الابتلاء
الصبر أمره عظيم وصاحبه على خلق كريم أثنى الله تعالى على الصابرين في كتابه المبين وبين عاقبته الحميدة وفضائله العظيمة ، قال تعالى:{ وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة 177].
من أقوال السلف في الصبر :
ذكر ابن أبي الدنيا بإسناده،
قال: قال إبراهيم بن داود: قال بعض الحكماء: إن لله عبادًا يستقبلون المصائب بالبشر، قال: فقال: أولئك الذين صفت من الدنيا قلوبهم، ثم قال: قال وهب بن منبه: وجدت في زبور داود: يقول الله تعالى: «يا داود، هل تدري من أسرع الناس ممرًا على الصراط؟ الذين يرضون بحكمي وألسنتهم رطبة من ذكري».
: «الصبر ثلاثة: صبر على المصيبة، وصبر على الطاعة، وصبر عن المعصية، فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها، كتب له ثلاثمائة درجة، ومن صبر على الطاعة، كتب له ستمائة درجة، ومن صبر عن المعصية، كتب له تسعمائة درجة»,
وقال عمر بن عبد العزيز: «ما أنعم الله على عبد نعمة، فانتزعها منه، فعاضها مكانها الصبر، إلا كان ما عوضه خيرًا مما انتزعه منه».
أختي المسلمة يا من رضيت بالله ربا ً وبالإسلام دينا ً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ً ورسولا ً صبرا ً على ما ترينه من غربة الأخلاق والعفاف فهذه سيرة سلفك الصالح كم لقيو من التعب والشدة والضيقة في العيش ولكن كل ذلك يزول وينجلي لأنهن يعشن في سعادة في طاعة الله وفي حب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم فهن القدوة لك فتأملي في سيرتهن العطرة فلله درهن من نساء أحبن الله ورسوله فجزاهن الله بما صبرهن جنة وحريرا ، ويا أيتها الصابرة لا تنظرين إلى تلك المغرورة بعريها وتبرجها ولا تظنين أنها سعيدة ومسرورة كلا والله إنها لشقية ،