عدد المساهمات : 4424 تاريخ التسجيل : 27/08/2012 الموقع : https://hibsgroup.yoo7.com
موضوع: اسطورة سخمت عندنا فى هيبس جروب السبت فبراير 28, 2015 12:50 pm
اسطورة سخمت عندنا فى هيبس جروب
كانت رحلةً طويلةً حقاً .. انتقلت من الفناء الى الابديه مع تلك التعويذه اللعينه .. الجميع يبحث عن هذا الاكسير الذى معه لا يهرم الجسد .. بينما يهرم العقل و يشيخ .. و تتحلل المشاعر و تذوب في تراب الزمان .. سخمت .. الفاتنه اللعوب .. ام الساحره الملعونه .. ام معبودة "من- نفر" (منف) مدينتى القديمه .. ام "امنا الغوله" او "ام الشخاليل" كما تطلق عليها اساطير هذا الزمان .. و تلك الساقيه القديمه التى احمل قلماً من خشبها المهترئ .. يخط بمداد من دماء ساخنه فصولاً من القصه التى سئمتها .. مرت الاعوام .. و تغيرت القصه .. و لم تعد سخمت كما كانت .. تحولت الى اسطوره لا يعرف حقيقتها غيري ..
كنت فقيراً .. و كانت فقيره .. حتى وجدنا هذا الكتاب الملعون .. سقط من احد كهنة معبد بتاح فوجدناه .. كانت به الكثير من الوصفات التى يسيل لها لعاب اى معوز .. و لكنها جميعاً لم تنجح .. تحتاج الى دماء كاهن حى لكى تُفعّل .. و اين لنا بكاهن حى يهبنا دمه كى نُفعِّل التعويذه و نحصل على الياقوت الاحمر ؟! .. الحل كان في نفس الكتاب : ان يتحول احدنا الى كاهن ... ان تختلط دمائه بدماء وحش برى .. مخاطره كبيره .. الحياة ام الموت .. و قبلنا التحدى .. سافرنا الى وادى بيوم (الفيوم) للقاء الموت و العبور الى الابديه .. اصبحنا وجهاً لوجه مع لبؤه جائعه .. لم يكن هناك الكثير من الاختيارات .. اما ان اقتلها ام تقتلنا .. كان معى خنجرى الصغير و الذى لا يقوى على شيئ .. و لكن فكرة ان تمس سخمت او ان تطالها مخالب هذه الوحش المفترس كانت اكبر من كل مخاوفى .. ركضت نحوها .. و وثبت نحوى .. نبشت مخالبها القاطعه في صدرى بينما اباعد بين انيابها و بين رقبتى بيسارى و اطعنها بكل ما اوتيت من قوه بيمينى .. ثم اظلمت الدنيا .. و تقطعت انفاسي .. لم ابه بفراق حياتى كحرصى على حياة محبوبتى سخمت .. حتى خارت قواي و اختفى الالم و اعتمت السماء و رحت في ثبات بارد .. صار جسدى خفيف كمن يرتقى الى السماء .. ثم عاد ليثقل و يلامس الارض .. و عاد الصبح الى عيناي .. و كانت المكافئه .. عينا سخمت و ابتسامتها .. و دموع كثيره على وجنتيها .. احتضنتنى و اجهشت بالبكاء .. لاحظت جرحاً في يدها .. سألت .. قالت .. لقد فعلناها .. لقد قتلت اللبؤه و تلت سخمت عليها التعويذه و اصبحت كاهنه .. الان تستطيع ان تستخدم وصفات كتاب الكاهن .. و كانت اول وصفه هى انقاذى قبل ان تذهب روحى الى العالم الاخر .. تعويذة التعافى مخلوطه بدماء الكاهنه سخمت .. نعم .. احمل بين دمائى شيئاً منها ..
تغيرت حياتنا الى الابد .. من زوجين فقراء الى كاهنه و نصف رجل حى .. تغيرت سخمت .. اصبحت قاسيه .. حفظت معظم تعاويذ الكتاب .. اصبحت تستخدما في حياتها الطبيعيه .. عندما تغضب تتحول قسمات وجهها الى وجه اللبؤه التى قتلتها .. كانت مستمتعه بهذه القوه التى اكتسبت .. كما اكسبتنى تعويذة المعافاه شيئاً من القوه لم اعهدها من قبل .. فلا امرض .. و لا اخاف .. و لا يستعصى عليا حمل او جهد .. في نفس الوقت افتقدت منذ حينها مشاعر الحياة من الم و رهبه و تحدى .. ثم جائت اللحظه الفاصله : تعويذة الثراء .. تحويل الرمال الى ياقوت احمر .. لم تكن تعويذه .. بل كانت عدد من التعاويذ الشيطانيه .. على سخمت ان تصنع دولاب انوبيس .. ثم تستقطع منه قلماً ينقع في خلاصة عظام آدميه ثم تحرق و تطفأ بكوب من دماء طفل دافئه .. قالت هذه الوصفه لي كمن تصف اعداد وجبة طعام .. اصبحت شيطانه متعطشه للدماء .. رفضت و هددتها بان اهجرها .. طلبت منها ان تحرق الكتاب اللعين .. نعتتنى بالجبن .. فنفذت تهديدي ... و ليتنى ما فعلت .. ايام قليله و اختفى طفل في بلدتى و لم يعرف احد مكانه .. تذكرت حلم الياقوت و سخمت المجنونه .. وجدتها عند ساقيه مهجوره تتحرك بغير ثور بينما ملطخة جنباتها بالدماء .. و سخمت تنظر اليها باعجاب بينما وجهها قد ثبت على ملامح اللبؤه .. التفتت اليا و هى تضحك .. ها قد بدأ الحلم يتحقق .. الان معى دولاب انوبيس .. و ساصنع منه قلم الياقوت .. سأكون ثريه كما خططت .. و ماذا عن الدماء البريئه التى اريقت ؟؟ .. كفاك هراءً .. ماذا كان ينتظر هذا الطفل سوى الفقر و الجوع و المرض .. هل هناك طريقه تجعله كاهن او امير ؟؟ ربما كان مصيره الاخصاء و العمل في بلاط الملكه .. اليس الموت رحمه مقارنةً بهذا المصير ؟؟ تعالى لنصنع مملكتنا بعيداً عن هذا العالم المجنون .. تعالى .. ها هو قلم الياقوت .. انه مفتاح السعاده .. و لكنه ملطخ بدماء بريئه .. انكِ مجنونه .. ضحكت سخمت بينما قلبت بقلم الياقوت في كوب من الدماء الدافئه ثم القت به على حفنه من الرمال .. ففارت و تعالت منها ابخره نتنة الرائحه .. ثم هدأت الابخره و ظهرت قطع الياقوت الاحمر الدامى .. تباً .. كم هى مغويه قطع الياقوت !
لم استسلم للجنون .. رحلت عنها .. ثم بدأت تتوارد في القريه قصة الغوله ذات رأس اللبؤه و جسد امرأة التى تختطف الاطفال .. لم استطع ان امنع سخمت .. كما لم استطع ان ابلغ اهل القرية خوفاً عليها .. تحولت محبوبتى الى غوله تبث الرعب في قلوب الكبار و الصغار .. ظلت كذلك حتى تلك الليله .. جائت اليا و قد تحولت معظم ملامحها الى مسخ .. احتفظت فقط من سخمت بتلك العينان التى اعشق .. جائت تبكى .. كلما صنعت المزيد من الياقوت كلما اكتسبت المزيد من الدمامه و القبح .. لم اتمالك نفسي امام تلك الدموع .. احتضنتها كمن يودع حبيب .. كانت ليلتى الاخيره .. ارادت ان تكون امرأتى .. و لكن لم يبقى من كونها امرأة سوى بعض الذكريات في رأسي .. رحلت يعتصرها الالم بعد ان تركت لي قلم الياقوت لتبرهن انها لن تعود للقتل مره اخرى .. عسى ان ترجع ملامحها الادميه و تعود كما عهدتها الجميله سخمت .. كما اطلعتنى على مكان كنز الياقوت في حال لو احتجت شيئاً منه .. لم يمضى الكثير حتى اسرها جنود الملك و تم حرقها حيه كما هو معمول به مع السحره .. ماتت سخمت و تركتنى في عالم الخلود مع كنز من الياقوت و قلماً يكتب بمداد من دماء نهاية ارواح بريئه .. لم استخدمه قط .. كما لم ينتهى كنز الياقوت الذى تركته لى سخمت بعد .. لأن انتهى لربما استخدمه .. في النهايه كان صمتى جزءً من التعويذه التى اراقت الدماء البريئه .