مع أول نظرة لعيني طفلك.. تعشقينه، ويتملكك ذلك الإحساس بالسعادة والخوف في آن واحد، وعندما تداعبين أنفه الصغير بلمستك الحانية تدركين بفطرتك أن بشرة طفلك رقيقة وحساسة، فتتبعين الإرشادات اللازمة لترطيبها والحفاظ عليها، وعند تغيير حفاضته قد تصابين في بعض الأيام بالهلع؛ حيث تجدين مؤخرته ملتهبة، وتلمحين في عينيه تلك النظرة البريئة التي تفصح عن الألم، وتتساءلين في قرارة نفسك ما الخطأ الذي ارتكبته؟ ببساطة أنت لم تفعلي أي شيء.
التهابات الحفاظات عرض طبيعي في مرحلة الطفولة، ولا يستدعي القلق إلا عند وصوله لمرحلة متقدمة، وهناك العديد من الطرق التي تمكنك من وقف انتشاره، ولكن قد يظهر من وقت لآخر، فمع الحساسية الزائدة لجلد طفلك، والتصاقه بالحفاظ لفترات طويلة، مضافًا إليه الرطوبة التي ينشرها البول والبراز، ومع الاحتكاك الحركي ينتج التهاب وطفح جلدي في منطقة المقعدة.
ولمنع وتقليل الطفح الجلدي الناتج عن هذه الالتهابات يمكنك اتباع الخطوات الآتية:
- قومي بتغيير الحفاظ لطفلك بشكل منتظم، بمعدل مرة كل ساعتين للمولودين حديثًا أما بعد أول ستة أشهر فيمكنك المباعدة بين الفترات حسب الوقت الذي يقضي فيه طفلك حاجته.
- أسرعي بتغيير الحفاظات المتسخة بالبراز، وسيكون ذلك صعبًا بعض الشيء في البداية لأن المولودين حديثًا يقومون بقضاء حاجاتهم بكمية قليلة على مرات كثيرة، لكن ذلك سوف يتغير عندما يكبر الطفل قليلا.
- اجتهدي في البحث عن نوعية الحفاظات التي تناسب طفلك حتى تجدي النوع الملائم لجلد طفلك ولحجمه مما يقلل من احتكاكه بالجلد.
- احرصي على تنظيف جلد طفلك جيدًا عند تغيير الحفاظ.
- استخدمي المناديل المشبعة بكريمات الترطيب أو المياه العادية لتنظيف طفلك، فتقل احتمالات تهيج جلده.
- دلكي جلد طفلك بكريمات الترطيب لمنع الالتهابات في كل مرة تغيرين فيها الحفاظ. وهناك نوعين أساسين لتلك الكريمات:
المراهم البترولية "Petroleum ointment": والتي تعمل كعازل، كما أنها فعالة في حالة الالتهابات الخفيفة.
مراهم أوكسيد الزينك "zinc oxide": وهي أكثر سماكة، وتستخدم للأطفال أصحاب الجلد شديد الحساسية للالتهابات والطفح.
علاج الالتهابات بلا معجزات
ومهما كانت درجة اتباعك للنصائح السابقة ودقة تنفيذها، فستجدين بعض الالتهابات التي تظهر على جلد طفلك من آن لآخر، ولذا إليك بعض النصائح البسيطة لعلاج هذه البقع الملتهبة:
- اغسلي مقعدة الطفل بالمياه، ويفضل عدم المسح على المناطق المؤلمة، وعوضا عن ذلك يمكنك استخدام حقنة منزوعة السن لتنظيف مؤخرة طفلك برقة.
- جففي مؤخرة طفلك جيدًا حتى لا يصاب بتسلخات أو تقشفات بسبب المياه.
- انزعي عنه الحفاظات لفترة من الوقت، فتعرض المؤخرة للهواء يساعد كثيرا في علاج الالتهابات والتئامها.
- وعندما تلبسينه الحفاظات مرة أخرى ضعي كمية كبيرة من كريم الترطيب، فهو فعال في تخفيف وعلاج الالتهابات.
أنواع الالتهابات وعلاجاتها
تختلف التهابات الحفاظات في مسمياتها كل حسب شدة الإصابة وسببها، وقد تتطلب نوعية خاصة من العلاج، ومنها:
- الطفح الجلدي الذي تسببه الحفاظات، وهو النوع الذي تحدثنا عنه.
الأعراض: احمرار والتهاب في جلد المقعدة، ومع شدة الإصابة قد تظهر بعض التقرحات.
العلاج: اتباع النصائح السابقة.
- الطفح الجلدي الناتج من احتكاك ثنيات الجلد ببعضها في منطقة المؤخرة.
الأعراض: الاحتكاك مع الرطوبة التي يسببها البول تؤدي إلى احمرار الجلد وتسلخ المناطق المحتكة في مؤخرة الطفل.
العلاج: استخدام مراهم البتروليم بانتظام شديد
- طفح الخمائر، فعند تضرر الجلد، تقوم الخمائر الموجودة في الأمعاء بغزو الجلد.
الأعراض: احمرار وتقرح غالبا ما يكون حول العضو التناسلي للطفل، ويمتد لمنطقة الحفاظات.
العلاج: يتطلب استخدام مضاد حيوي للقضاء عليه، ويتم اختيار نوعه حسب وصف الطبيب.
- الطفح الجلدي الناتج من غزو البكتيريا للمناطق المتضررة والملتهبة من الجلد.
الأعراض: تقرحات صديدية بحجم العملة الصغيرة والتهابات جلدية
العلاج: استخدام مراهم المضادات الحيوية مع اتباع النصائح السابقة.
- الحساسية الحلقية، فبعض الأطعمة الحمضية مثل الليمون والطماطم قد تسبب تهيجا وحساسية في منطقة المقعدة عند الأطفال.
الأعراض: حلقة حمراء ملتهبة حول فتحة الشرج.
العلاج: توقف الأم عن تناول مثل هذه الأطعمة إن كانت تقوم بإرضاع الطفل طبيعيا، أو منع الطفل من تناولها.
ولا توجد أي خطورة تستدعي القلق الشديد من الأم والأب، فكما قلنا سابقا: التهابات الحفاظات هي مرحلة أساسية في دورة الحياة الطفولية.