سورية.. نحو اللبننة أم تغيير النظام؟هل يمكن أصلا أن تتشكل في سورية حكومة انتقالية ذات قيمة وشأن أم أن مصير الدولة السورية الانشطار والتفكك إلى كانتونات طائفية؟ وهل سيساهم رحيل الأسد المنشود من قبل المعارضة بالضرورة في إيقاف الأزمة والحرب الأهلية الشاملتين؟ وهل ثمة مجال لانتشال حل تفاهمي بشأن الطامّة السورية بين الأطراف الخارجية الفاعلة وعلى غرار اتفاقية الطائف؟.
معلومات حول الموضوع:
الطريق المسدود في سورية يثير مختلف التوقعات المتضاربة. فالبعض يعتقد ان الموقف هناك قد يستتب ويشهد تطبيعاً بعد سقوط الأسد، وإن بثمن الحرب الأهلية الباهظ. الا ان آخرين يتساءلون عما اذا كان رحيل الإسد الإفتراضي سينهي الحرب الأهلية ام لا؟. وهل سيوضع حد لنشاط الإسلامويين المتطرفين ، بمن فيهم الأجانب الذين يقاتلون في سورية على المكشوف بدعم من دول أخرى؟. وتكمن غرابة الموقف ولامعقوليته في ان رحيل بشار الأسد، شأن بقاء الوضع الحالي كما هو عليه، كلاهما يقودان الى تصعيد النزاع الطائفي، وبالتالي الى الثأر والقصاص في ما بين الطوائف. ونظرا لذلك باتت الأزمة السورية اشبه كثيرا بالحرب الأهلية اللبنانية. ولذا يحاول اللاعبون الخارجيون الذين لهم مصلحة في وقف الحرب ان يتفقوا فيما بينهم ويتقدموا بمبادرات وخطوات جديدة للتسوية. وبحكم هذا المنطق قدم الرئيس المصري محمد مرسي اقتراحا بتشكيل "الرباعية الإسلامية" المكونة من مصر والسعودية وتركيا وايران، فيما تقترح روسيا عقد مؤتمر دولي يشارك فيه اللاعبون الإقليميون والعالميون الأساسيون لإيجاد حل وسط على غرار اتفاقية الطائف التي وضعت في حينه حدا للحرب الأهلية في لبنان.