عدد المساهمات : 4424 تاريخ التسجيل : 27/08/2012 الموقع : https://hibsgroup.yoo7.com
موضوع: حال الامة لا يرسى لها السبت مارس 15, 2014 2:11 pm
حال الامة لا يرسى لها
أيها المنادي فوق منابر الشقاء كفاك وكفانا الحديث .. فقد ملت الأسماع كثرة الهراء .. ورحلت مراكب الماضي بخيراتها .. وضاعت ملامح الصفوة والإباء في الرجال .. وولت أزمان العز والرخاء من الأرجاء .. واختفت بوادر الآمال والأحلام من ساحات الأعين .. والمراسي اليوم خالية إلا من ضعاف الحيلة الذين يبتغون الفتات والبواقي .. وتكالبت على الأمم والشعوب أيدي الفتن والدمار والخراب .. حيث نهب الناهبون للخيرات .. وذهب الذاهبون في عمق الملذات .. وتلك خزائن الشعوب أصبحت مباحة متاحة لقطاع الطرق واللصوص .. خالية تشتكي الفراغ إلا من تلك الأعشاش للعناكب .. وجفت الضروع أينما تواجدت حين تكالبت عليها أيدي النحس والظالمين .. وما زال المرجفون من أهل المدينة فوق المنابر يجتهدون في بيع الكلام المعسول في أسواق النفوس البيضاء .. تلك النفوس التي أصبحت حائرة من أمرها .. حيث الفتن في كل الأرجاء .. وهؤلاء الطبالون ما زالوا يخدعون الشعوب المغلوبة على أمرها بأن الجنة الموعودة في طريقها إلى ساحات الأمم والشعوب .. تلك الساحات التي أصبحت تماثل الجحيم .. حيث المعاناة والشقاء في معظم البقاع .. وحيث الفرقة والشتات والحروب .. والفتن الكبرى التي تعادل ظلمات الليالي .. وحالة الغليان وعدم الأمن والسلم والسلام التي تجتاح معظم الديار والأمصار .. وما زال هناك النابحون في الساحات والطرقات .. أبواق مسخرة لقتل الحقائق .. والأمور تجاوزت الأصول كثيراَ .. وليس هناك إلا طارد أو مطرود .. ضاعت معالم الحقائق في الناس .. فأصبح الصادق هو ذلك الكذاب مهما أصدق في الصدق .. وأصبح الكذاب هو ذلك الصادق مهما بالغ في الكذب .. وأبيحت الحرمات حيث أصبحت الأموال العامة للشعوب والأمم حلالاَ بالسلب والنهب .. فهي ثروات الشعوب التي تماثل الثيران السمينة حين تتوفر في أية لحظة لا تكون لأهلها المستحقين .. ولكنها تذبح في غفلة من أعين الأبرياء .. وتكون لحومها خالصة لأهل الخواص .. ليظل الفقير فقيراَ ويزداد الغني غناَ .. وبالخلاصة فإن الأمور قد أظلمت وأصبحت كالحة بدرجات عظيمة .. وقد أختط الحابل بالنابل .. وأكثر النابحين اليوم في الساحات هم أصحاب الأبواق المسخرة .. الذين يجتهدون كثيرا في زرع المزيد من العتمة والضبابية .. والأمور في كل بلاد العروبة تجري بوتيرة الفوضى وعدم الاستقرار . وكل ناحية من نواحي العروبة تشتكي من الويلات والمرارة .. وتشتكي من سوء الأحوال . صفحة عجيبة في مسار التاريخ .. من أولى علاماتها اختفاء العمالقة الأشراف النبلاء من الساحات .. هؤلاء الذين سطروا صفحات التاريخ بياضاَ مشرفاَ لماضي الأمة .. والذين توجوا مسارات الماضي بالأمجاد والنضال والكفاح .. حيث تلك القيادات الرشيدة المجيدة التي لم تميل هاماتها مذلة في يوم من الأيام .. قيادات كانت عزيزة بعزة العقيدة والأمة وبعزم الرجال الأشاوس .. وكانت تقود الشعوب إلى الأمام والرؤوس مرفوعة عالية .. هؤلاء الأفذاذ الذين كانوا يوجدون أعلى المعايير السامية في رفع شأن الأمة والعقيدة والسيرة .. وحين يذكروا في التاريخ فلا يكون لهم الذكر إلا بالبطولات والمواقف الرجولية العالية .. مضوا ورحلوا ليتركوا لنا اليوم قيادات تضحك في خطواتها ومواقفها .. قيادات متخاذلة يندي لها الجبين .. خطواتها كلها في خسة تجري تحت الطاولات والمجاري .. لا يمانعون في الركوع والسجود لغير الله .. لا تجد لهم سيرة واحدة أو موقفاَ يشرف تاريخهم أو يشرف الأمة .. وهم لا يبالون بمصطلحات الأمجاد والبطولات بقدر ما يبالون بالعروش والكراسي .. تنازلوا عن عزة النفس والسؤدد عند مواقف الرجال فسقطت هيبتهم في الحضيض .. فلا نجد لهم أثراَ يجلب لهم الثناء بقدر ما يجلب عليهم اللعنات .. سقطوا بالجملة حين تنازلوا عن كبرياء العقيدة والأمة ليسيروا في ركب التخاذل .. يخافون من سطوة أعداء العقيدة أكثر خوفاَ من الله سبحانه وتعالى .. ظلل من المهازل هنا وهناك .. يمثلون السواد في مسار التاريخ .. ما ذكر أحد منهم وإلا ونراه يتراجف حين يطلب منه أن يكون ذلك المقدام الشجاع صاحب المقام الذي يقود الأمة بكبرياء العز والسؤدد .. ولا نجد في الساحات اليوم ذلك المنتظر المنقذ الذي يلبي إذا نادت الأرملة المفجوعة بمنقذ مثل ( صلاح الدين ) .. ولكن تتوفر اليوم في الساحات تلك الهياكل من المسوخ التي لا تشرف مقام وتاريخ الأمة .. وهي رموز باهتة عدمها خير من تواجدها .