قصيدة عتاب حبيب
عَتَبتْ عليَّ ، وما كذبتُ عليْها
ماذا أقولُ ومُهْجَتي بيديْها ؟!
قدْ قلتُ إني لا أزالُ معذَّباً
مذْ قدْ رأيتُ بمقْلِتي عيْنيْها
فَدَعي الجفاءَ حبيبَتي وترفَّقي
وذهبْتُ أرقبُ منْصتاً شفتيْها
فتحتْ شِفاهاً كالورُودِ بطلِّها
فكأنَّ قلبي صارَ ملكَ يديْها
قالتْ بأنيّ قدْ نشرتُ بسرِّها
شعراً ، وأنْشدَهُ الوشاةُ إليْها
الرمشُ سِحْرٌ ، والعيونُ كَمَا المها
والقلبُ نارٌ إنْ رأىَ خدّيْها
والجيدُ ريمٌ ، والقوامُ مُنظمٌ
متناسقٌ ضيقاً على خصْريْها
والشَّعرُ يأسرُ ناظراً لجمالِهِ
كالليلِ مسدولٌ على نهْديْها
حسْبي على تلكَ الوشاةِ وكيْدِهِم
ياربُّ فاصرفْ عنهمُ أذنيْها
وأجبتُ سرَّا قدْ كتبْتُ بخلْوتي
وأضعتُهُ ، وأسفْتُ بينَ يديْها
قالتْ : أتحلفُ ، قلتُ بربِّ محمِّدٍ
وبمبـدعٍ هذا الجمالَ لديْها
بسَمَتْ ، فنوَّرَ كاللآلىءِ ثغرُها
وهويْتُ في عَجَلٍ على كفَّيْها
ضَحِكَتْ كموسيقى الكمانِ وأسْرَعتْ
دقَّاتُ قلْبي في خُطَى قدميْها