السؤال :
هل تقبل صلاة الذي يشاهد الأفلام الإباحية ويمارس العادة السرية، وهل هذه الأعمال من الكبائر؟ بارك الله فيكم.
الفتوى :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا شك أن مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية من المحرمات التي يحرم على المسلم فعلها وارتكابها، وإذا وقع فيها فيجب عليه أن يقلع عنها ويتوب إلى
الله عز وجل قبل أن يوافيه الموت وهو على تلك الحال فيندم حين لا ينفع الندم، وأما صلاة من يفعل هذه المحرمات فصحيحة من حيث أحكام الدنيا أي أنه لا يطالب
بإعادتها، ولكن هل تقبل أو لا تقبل؟ هذه مسألة أخرى، فإن الله عز وجل يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ {المائدة:27}،
وبالنسبة للعادة السرية هل هي من الكبائر أم لا
فالعادة السرية محرمة
وأضبط تعريف وقفنا عليه للصغيرة من المعاصي: هي أنها كل ذنب ليس فيه حد في الدنيا ولا وعيد في الآخرة بنار أو غضب أو لعن.
والعادة السرية إن لم تدخل في الكبائر من الذنوب لكنها كبيرة باعتبار اشتمالها على مخالفة أمر الله تعالى.
قال القرافي في الفروق: لا خلاف بين العلماء أن كل ذنب باعتبار اشتماله على مخالفة الله كبيرة، لأن مخالفة الله تعالى على الإطلاق أمر كبير.
والتهاون في الصغائر ينافي إجلال الله سبحانه وتعظيم حدوده.. مع العلم أن من الذنوب الصغائر ما قد يلحقه من المفاسد ما يجعلها كبيرة.
ولا يخفى عليك المفاسد المترتبة على هذه العادة، كما أن الاصرار على المعصية يعد كبيرة، فقد نص العلماء أنه لا صغيرة مع إصرار، وحد الإصرار الذي يجعل
الصغيرة كبيرة ما قاله العز بن عبد السلام: إذا تكررت منه الصغيرة تكراراً يشعر بقلة مبالاته بدينه إشعار ارتكاب الكبيرة بذلك ردت شهادته وروايته بذلك. . انتهى
فلا يجوز لك التهاون -يا أخي الكريم- بهذا الذنب ولا بغيره فهذا ليس من شأن المؤمنين.
أما عن مشاهدة الأفلام الإباحية
لا شك أن مشاهدة الأفلام الخليعة مما نهى الله تعالى عنه بقوله تعالى: قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ [النور:30].
وإطلاق النظر في الأفلام الخليعة يؤدي إلى إمراض النفس وقسوة القلب والزهد في الحلال والتجرء على ارتكاب الفواحش والمعاصي والتهاون فيها.
والذي يظهر لنا أن النظر في هذه الأفلام يعد من الكبائر لأمرين:
الأول: ما قرره العلماء من أن النظر إلى المرأة الأجنبية بشهوة عند خوف الفتنة كبيرة.
قال الهيتمي: الكبيرة الثانية والأربعون بعد المائتين: نظر الأجنبية بشهوة مع خوف فتنة...
فإذا كان نظر الأجنبية بشهوة وخوف فتنة من كبائر الذنوب.. فنظر الأفلام الخليعة أولى بذلك، لتمكن الناظر فيها من رؤية ما لا يمكن الاطلاع عليه في الخارج إلا
بمشقة، مع إدامة النظر وتكراره، وحصول الشهوة غالباً، وما يترتب على ذلك من ألوان الفساد كالاستمناء أو الوقوع في الزنا أو الفاحشة.
والثاني: ما تقرر عند أهل العلم من أن الإصرار على الصغيرة معدود من الكبائر، كما جاء عن ابن عباس: لا صغيرة مع الإصرار.
وعلى كلٍ، فننصح السائل الكريم بالابتعاد عن مشاهدة هذه الأفلام التي تدمر الأخلاق وتفسد الشباب، وإن كان صدر منه شيء من ذلك فليبادر بالتوبة إلى الله تعالى فإن
التائب من الذنب كمن لا ذنب له، .
والله أعلم.