موضوع: فوائد شجرة البمبر(المخيط) عندنا وبس الأربعاء يناير 23, 2013 10:26 pm
عميدة الاشجار(شجرة البمبر)
تُعبر شجرة البمبر عن أصالة الماضي العريق في المنطقة، فهي طيبة الجوار عميدة الأشجار كثيرة الثمار، وتشهد لها الأجيال في الصمود والتحدي، ويضرب بها الأمثال وتنسج حولها القصص والحكايات، وهي شجرة مباركة أينما حلت كما أنها صامدة وشامخة عبر القرون بشموخ أغصانها المتفرعة وأوراقها الخضراء الغضة الطرية شبه المدورة و المفرضة، وهي بورودها وأزهارها الموسمية البيضاء لها رائحة عبقة وعطرة زكية وجذابة تشد الحاضر وتلفت الناظر وتبهج الخاطر، و جذوعها باسقة رمادية أو بنية باهتة وجميلة ناعمة على رغم كونها ذات قشرة ليفية متينة.
وشجرة البمبر تفيء بضلالها على المكان جمالاً ساحراً ورونقاً رائعاً ورائحةً مميزةً، ناهيك عن لآلئ البمبر من ثمارها الجميلة واللذيذة .
وقد سعى الكثير من الناس والفلاحين والمزارعين بزراعتها ولو كان ذلك بشكل قليل ومتواضع قياساً إلى مكانة هذه الشجرة المباركة بين الناس حيث لا يكاد أن يخلوا نخلاً أو بيتــاً أو بستانـاً أو مزرعةً منها وهي شجرة معمرة معروفة ويمكن أن يصل طولها من 10-15متراً وتتفرع أغصانها من حولها من 2-4 أمتار لتعطي ظلاً وافراً ونسيماً عابراً كما يمكن أن يصل عمرها من 50-60 سنة وأكثر وتنمو تحت أشعة الشمس في الأرض الطينية الرملية وتحتاج إلى كميات متوسطة من المياه ولها أسماء كثيرة منها البمبر والهمبو والغوج المحلي والجاو والمخيط وأبو الروان والإسم العلمي هو: Cordia Myxa من عائلة النباتات المسماة Boraginaceae والإسم الأجنبي Assyrian Plum, Lasura ، وهي شجرة جميلة ونظرة بالفعل حتى أننا كنا في مرحلة من العمر نشكل بأزهارها البيضاء وعنق ثمارها وأوراقها أشكالاً جمالية ورسومات رائعة غاية في الدقة والإبداع.
ولشجرة البمبر فوائد جمة لا يحصيها إلا العارفين بها والمجربين لها وكانت تستخدم في الطب قديماً ومن هذه الفوائد على سبيل المثال لا الحصر مايلي:
1- تُأكل ثمارها الؤلؤية اللذيذة الطعم فهي فاكهة حلوة المذاق أصيلة الأعراق ذات طعم سكري رائع وممتع، كما أنها تنظف البطن والأمعاء وهي بدورها مسهل وملين للبطن وطاردة للديدان، ومبطنة لجدارالمعدة بمادتها المخاطية الصمغية السكرية الشفافة لحمايتها من القرحة والأمراض كما أنها منظم جيد لعملية الهضم كما أنها مفيدة لعلاج الربو والسعال وبها الكثير من الفيتامينات والمعادن المفيدة.
2- كان البعض يأكل أوراقها الطرية للتخلص من مشاكل البطن والسمنة (الكلسترول) وإن كان ذلك لا ينصح به كثيرا لعدم وجود دراسات مستقلة في ذلك.
3- كما أن منقوع أوراقها كذلك يفيد في القضاء على آلام البطن والأمعاء وأمراض أبو صفار (الصفرة).
4- وأيضاً منقوع ثمارها المجففة (شاي البمبر) تفيد في القضاء على قرحة المعدة ومشاكل البطن وهو علاج مجرب وناجع.
5- كما كان تستخدم جذورها لأمراض البرد وهي منظم جيد للمعدة.
6- كما يشكل حطب جذوعها وأغصانها إذا جفت جيداً مادة صالحة للوقود كفحم طويل الأمد صالحاً للطهي والتدفئة.
ومن العجب كما لاحظت أن معظم أنواع الماشية كالأبقار والماعز وأنواع الغنم لا تهاجم أوراق أشجار البمبر للأكل كما تهاجم نظيراتها من الأوراق في الأشجار الأخرى، إنما تأكل تلك الأوراق بشكل قليل جداً؟!! ولعل السبب والتفسير لذلك وجود أنزيمات معينة في الأوراق لا تناسب كثرتها تلك الماشية فهي تأكل بمقدار حاجتها فقط بحيث لا يؤثر ذلك على وظائف الجهاز الهضمي لدى تلك الماشية.
وتـزرع شجـرة البمبر إما بذوراً أو أغصانـا مقطوعـة من الشجــرة الأم أو بالتهجيــن والتطعيـم أو بطرق إخرى يعرفها الفلاحين والمزارعين.
أما ثمارها فهي لؤلؤية الشكل مكورة خضراء تتحول إلى اللون الأصفر البرتقالي الوردي الباهت عند النضج ويزيد في غمق لونها كلما نضجت وهي مغلفة بطبقة قشرية متماسكة داخلها طبقة لحمية مخاطية وبذورها صلبة مكسوة بطبقة سائلة مخاطية وغروية، وتنضج الثمار في شهر مايو وجولاي ولا شك أنها لذيذة الطعم وشهية المذاق وعطرة الرائحة تُأكل بطرق احترافية نتيجة لوجود المادة الغروية المخاطية بها.
وهناك عدة طرق مبسطة في تناولها حيث تفقئ الثمار ثم تلفظ البذرة (نوى الثمار) ثم يضغط على الثمرة لإخراج ما بداخلها من الحشو وتأكل ثم يرمى بالقشر.
ويعمد الفلاحين والمزارعين وبعض الأهالي بتجفيف الثمار تحت أشعة الشمس حتى يتحول لونها بعد التقليب إلى اللون الأسود تقريباً وتخزن في حافظات مسامية طاردة للرطوبة والأبخرة (كالأخياش) إلى وقت الشتاء حيث يحضر منه منقوع البمبر الدافئ الشبيه بالشاي (ويسمى شاي البمبر) كما أشرنا سابقاً ويضاف عليه السكر حسب الرغبة (ويفضل سكر القند (سكر النبات) حيث يعطي للشاي نكهة خاصة) ويشرب حاراً أو بارداً (ويمكن أن يضاف للشراب البارد بعض من قطع الفواكه للحصول على طعم لذيذ ومنعش) ، كما ويقدم في المناسبات الخاصة والعامة، ومذاقه مجرب حلواً جداً وصحي ومفيد للجسم وطارد للبلغم ومكافح للسعال ومنطف للمرئ والمعدة والبطن والأمعاء.
كما يحضر من البمبر عصيراً طازجاً يسمى (عصير البمبر) وهو عصير مجرب أيضاً رائع المذاق، حيث تأخذ الثمار المنتخبة والجيدة وتنظف وتشطف وينزع منها البذور (النوى) ثم توضع بالخلاط الكهربائي وتخلط جيداً مع الماء أو قطع الثلج المجروش ويضاف للخليط السكر حسب الرغبة ويفضل إضافة سكر القند (سكر النبات) لأكسابه مذاقاً مميزاً كما يكمن إضافة أنواع المكسرات له أو بعض قطع الفواكه الطازجة أو المجففة وماء الورد لتحصل بذلك على نكهات غاية في اللذة والأناقة والتميز. وهذا العصير صحي ومفيد ومقوي جداً ومجرب.