يقول الحق سبحانه وتعالى في محكم كتابه في سورة النحل آية 68 – 69
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ} (68){ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} (69) . صدق الله العظيم
إذاً يخبر الحق سبحانه وتعالى بما لا يدع مجالا الشك أن في العسل شفاء للناس. شفاء من ماذا ؟ تركها مفتوحة للشمولية؟
( الله أعلم) – وليشجع المسلمين ويحثهم على البحث والتقصي عن تلك الأمراض التي يدخل العسل في شفائها ؟.أما السنة النبوية فقد أوردت العسل كشفاء ودواء لكثير من الأمراض في أحاديث جمة أظهر جزء منها في كتاب الطب النبوي..
ويقول الشيخ الحافظ الذهبى (مؤلف الطب النبوي ) ان العسل غذاء كامل يعوض كل نقص في ما نتناوله من غذاء لأن غذاءنا اليومي يفقد عن طريق الطبخ والتخزين معظم عناصره الهامة, كذلك فهو يحتوي على معظم ما يحتاجه الجسم من معادن وفيتامينات والتي يحتاجها بوجه خاص كبار السن ،بجانب أن تأثيره عظيم في تهدئة الأعصاب وراحة الجهاز التنفسي والتهاب المفاصل وتشنج العضلات .
وعن ابن ماجة من حديث أبي هريرة مرفوعاً « من لعق العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يصبه عظيم من البلاء » وقال عليه الصلاة والسلام « عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن » وقال جابر :سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقول « إن كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو شربة عسل » رواه البخاري ومسلم .
وقالت عائشة «كان أحب الشراب إلى الرسول (صلى الله عليه وسلم) العسل»
وروت عائشة رضي الله عنها: ان النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يحب الحلوى والعسل» أخرجه البخاري
ويقال : العسل حار يابس في الثانية، وأجوده الربيعي ثم الصيفي ثم الشتوي وأجمع الأطباء أنه أنفع ما يتعالج به الانسان، لما فيه من الجلاء ، والتقوية ، وجودة التغذية وتقوية المعدة وتشهيه الطعام ،وهو ينفع المشايخ وأصحاب البلغم . ويلين الطبع ، نافع من عضة الكلب ،ومن أكل الفطر القتال ،إذا شربه بماء حار أبرأه، ويحفظ قوى المعاجين وغيرها مجرب، يحفظ اللحم الطري ثلاثة أشهر، والخيار والقثاء ثلاثة أشهر ولذلك يسمى الحافظ الأمين .
وإذا لطخ به البدن نعّمه ، وقتل القمل ،ولين الشعر،وطوله وحسنه . الكحل به يجلو ظلمة البصر ، وسنونه تحفظ اللثة وتبيض الأسنان ، وهو غذاء مع الأغذية ، شراب في الأشربة . ودواء مع الأدوية ، وحلوى وفاكهة ؛ مأمون الغائلة . ويضر الصفراء ، ويدفع ضرره بالخل فيعود نافعاً ، ولعقه على الريق يغسل وخم المعدة ،ويفتح سدد الكبد والكلى والمثانة ، ولم يخلق لنا مأكول أفضل منه. وقال عبد اللطيف : العسل في أكثر الأمراض أفضل من السكر ،لأنه يفتح ويدر ويحلل ويغسل ، وهذه الأفعال في السكر ضعيفة، وفي السكر إرخاء للمعدة وليس ذلك في العسل ، وإنما يفضل السكر عليه بحالتين ، لأنه أقل حلاوة وحدة . وقد عمل بعض أطباء العرب مقالة في العسل وتفضيله على السكر.
وقد « كان (صلى الله عليه وسلم) يشرب كل يوم قدح عسل ممزوجاً بالماء على الريق» وهذه حكمة عجيبة في حفظ الصحة.
وكان (صلى الله عليه وسلم ) يراعي في حفظ صحته أموراً منها شرب العسل ومنها تقليل الغذاء وتجنب التخم ، ومنها شرب نقيع الزبيب أو التمر يصرف بهما عدواً، ومنها استعمال الطيب والأدهان والاكتحال وإتيان النساء فما أتقن هذا التدبير وأفضله ، وفي قوله عليه الصلاة والسلام : « عليكم بالشفاءين » جمع بين الطب البشري والطب الإلهي ، وبين الفاعل الطبيعي والفاعل الروحاني وبين طب الأجساد وطب الأرواح ، وبين السبب الأرضي والسبب السمائي .وفي هذا سر لطيف أي لا يكتفي بالقرآن وحده ،ويبطل السعي والعمل بل يعمل بما أمر ويسعى في الرزق كما قدر.
العسل في التاريخ القديم :
العسل هو من أقدم الأغذية التي عرفها الانسان- هو صافٍ وصحي بحيث يجب أن تدخله في غذائك اليومي – لما يحتويه من فيتامينات وأملاح ومعادن هامة للجسم .
لقد وجد العسل مذكوراً في التاريخ القديم إلى ما يقارب (سبع آلاف) سنة قبل ميلاد المسيح .
لقد استعمل المصريون القدامى (أربعة آلاف سنة قبل الميلاد) العسل للتحلية ولما يحتويه من قوة في الشفاء
لقد استعمل قدامى اليونان – الرياضيون منهم والمشاركون في الألعاب الأولمبية العسل لتحسين أدائهم الرياضي لأنه يمدهم بطاقة كبيرة ويريح العضلات المتعبة .
العسل والصحة :
هو منبع جيد وطبيعي لكثير من الفيتامينات والأملاح والمعادن كما أنه مصدر للطاقة- لذا فهو يساعد على بقائنا أصحاء دوماً.
إذا كنت متعباً لماذا لا تحاول أن تشرب كوباً من الشاهي الأخضر ممزوجاً مع ملعقة عسل ،أو تأخذ ملعقة كبيرة من العسل مع ليمون وتضعهما في كوب من الماء الساخن وتستمتع بشربها عندما تكون مصاباً بآلام في الحلق (في حالات الزكام مثلاً) . كذلك يعتبر العسل فعالا في رفع مناعة الجسم لدى المصابين بحساسية في المجاري الهوائية .
العسل يساعد في الحفاظ على سلامة الشعر والجلد – لذا فهو يستعمل في كثير من الوصفات المنزلية لمعاملة الجلد والشعر .
يدخل العسل في صناعة كثير من المواد التي تستخدم لرعاية الوجه والجلد والجسم لذلك فهو يعتبر من المواد الأساسية في صناعة مواد التجميل المرطبة منها والصابون والشامبو.
لقد استعمل العسل منذ القدم إلى يومنا هذا كمادة معقمة ومطهرة في الحروق والقرحات والجروح الجلدية ، فهو يساعد وبجدية في شفاء الجروح لأنه يمنع تكاثر الجراثيم والفطريات عليه، أما هذه الأيام وبتطور العلم والمعرفة فقد دخل العسل كجزء أساسي في معظم مستحضرات مواد التجميل ، ومركبات العناية بالبشرة ومعظم الكريمات والمراهم التي تعنى بالجلد وحيويته لدى الجنس اللطيف وفي معظم المواد المستعملة للمساج والبخار.
كما أصبح جزءاً لا يتجزأ وخاصة في دول شرق آسيا في صناعة كثير من أنواع الشاهي والمشروبات الملطفة بألوانها وروائحها الساحرة.
أما في عالم الغذاء فان العسل اليوم يكون جزءاً أساسيا في معظم المأكولات الشرق آسيوية والصحون الغربية الراقية – وأيضاً في صناعة كثير من خلطات السلطات الحلوة والحامضة أما في صناعة الحلويات فحدث ولا حرج فالعسل يدخل في صناعة معظم الحلويات والكيكات وفي جميع أنواع الشيرات التي تصب على أوجه الحلويات والكنافات وخاصة الشرقية منها (الشامية واللبنانية) والتي تعتمد على العسل اعتماداً رئيسياً.
أما في الطب فان العسل اليوم يدخل في علاج الحروق والجروح الملوثة بالجراثيم والفطريات وهو دواء هام يستخدم بوجه خاص في الطب الشعبي أو الطب البديل وخاصة في تلك الدول التي تهتم وتمارس الطب البديل كالصين واليابان وألمانيا ومعظم دول شرق آسيا .
عرف الانسان العسل منذ القديم ، واستعمله للغذاء والعلاج ، فمثلآ تدل بعض الوثائق القديمة على إستعمال الاشوريين للعسل في العلاج ، كما إستعمله الفراعنة لنفس الغرض قبل أكثر من 3000 سنة ، وورد في أحد كتبهم وصف كامل عن الخواص العلاجية للعسل جاء فيه : "إن العسل يساعد على شفاء الجروح وفي معالجة امراض المعدة والامعاء والكلية ، كما يستعمل في علاج أمراض العين حيث يمكن تطبيقه على شكل مرهم أو كمادات أو غسولات وداخلآ عن طريق الفم " .
وفي الصين كان الأطباء يعالجون المرضى المصابين بالجدري بدهن جلودهم بالعسل لما رأوه من إسراعه لعملية الشفاء من البثور الجلدية الناتجة عن الإصابة بالجدري .
أما الهنود القدماء فإستعملوا العسل لعلاج بعض امراض العيون كالساد .
وكان ابو قراط يطلي بالعسل الجروح ويعالج به الإلتهابات البلعومية والحنجرية وغيرها ، ويصفه كمهديء للسعال وماص لرطوبة المصدر .
وجاء المسلمون بعد ذلك وإتسع نطاق إستعمالهم للعسل ، تصديقآ لقول الله عز وجل وفي وصف العسل (( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )) سورة النحل آية 68 – 69 .
وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : " الشفاء في ثلاثة : شرطة محجم أو شربة عسل أو كية نار وأنهى أمتي عن الكي " رواه البخاري .
وعن ابن مسعود رصي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عليكم بالشفائين العسل والقرآن " رواه ابن ماجه في سننه وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الايمان
وجاء العلم الحديث مصدقآ لفائدة النحل الطبية ، فبيّنت الأبحاث دور العسل في علاج الحروق و الجروح و التقرحات الجلدية وشفاءها دون ترك آثار وذلك لقدرة العسل على قتل الجراثيم والبكتريا وقدرته على إنتاج مادة الكولاجين التي تساعد على الالتئام دون تشوه أو اثار .
كما بينت الدراسات أهمية العسل في علاج مشكلات الفم والاسنان ورائحة الفم الكريهة الناتجة عنها .
وبيّنت دراسات أخرى دور العسل في علاج امراض القرنية ، وبيّنت كذلك دوره في علاج القرح الهضمية و الاسهال ، ولا تزال الابحاث مستمرة للكشف عن هذا المنجم الطبي المليء بالمعجزات الشفائية .
طريقة تناول العسل للأغراض العلاجية
يفضل تناول العسل كمحلول في الماء ليسهل إمتصاص مكوناته
أفضل جرعة يومية للشخص البالغ هي 100جرام يومياً وتؤخذ قبل الأكل بساعة ونصف أو ساعتين، أو بعد الأكل بثلاث ساعات .
افضل جرعة يومية للطفل هي 30 جرام
من الضروري أن يستمر برنامج العلاج لمدة لا تقل عن 60 يومآ
الغش في العسل
يم الغش في العسل بعدة طرق كإضافة محلول سكر السكروز أو محلول سكر الجلوكوز التجاري أو محلول السكر المحول أو العسل الأسود
والطريقة الأكيدة لكشف مكونات العسل ومعرفة ما إذا كان مغشوشآ هي بتحليل عينة منه في المختبر