الرخ .. الطائر الأسطوري
الرخ طائر أسطوري ، نسج خيوط حكاياته خيال القدماء ، ووردت عنه الروايات في الغرب والشرق على السواء ، ولكن كتاب "ألف ليلة وليلة" هو الذي حفظ قصصه ونقلها لنا ضمن حكايات السندباد البحري ، وما زال العلماء يجتهدون ليعرفوا أصل هذه الأسطورة ، وفي أي زمان ومكان نشأت .
طائر أسطوري
الرخ Roc طائر أسطوري ، بمعنى أنه ليس طائرا حقيقيا ، ولكنه ذكر في الحكايات الخيالية غير الموجودة في الواقع والخارقة للطبيعة ، وقد صورت تلك الحكايات الرخ بأنه طائر جارح من آكلة اللحوم ، أبيض اللون غالبا ، عملاق ، ويستطيع أن يحمل الفيل بين مخالبه ويحلق به في السماء .
.
]center]ورد ذكر الرخ في العديد من الأساطير العربية القديمة مثل حكايات "السندباد البحري" التي جاءت في "ألف ليلة وليلة" ، كما أشار إليه الرحالة المغربي "ابن بطوطة" في القرن الرابع عشر الميلادي ، حيث وصف الرخ بأنه طائر يحلق فوق قمم الجبال وعلى شواطئ بحار الصين .[/center]الرخ .. والسندباد البحري
تبدأ الحكاية بأن السندباد قام من نومه فوجد أن زملاءه البحارة تركوه وحيدا على جزيرة مهجورة ، ورأى على البعد قبة ضخمة بيضاء فاتجه إليها ، وبينما هو يحاول أن يتعرف على طبيعتها ، اختفت الشمس وأظلم الجو ، فلما نظر إلى أعلى رأى طائرا ضخما يحلق في السماء ، فعرف أنه طائر الرخ الذي سمع عنه من زملائه البحارة ، وفهم أن القبة الضخمة هي بيضة ذلك الطائر العملاق ، وفكر السندباد الاستعانة بالرخ في الرحيل من الجزيرة المهجورة ، فربط نفسه في ساق الرخ كي يحمله معه إلى مكان مأهول .
الرخ.. والعنقاء
عندما نذكر طائر الرخ لا نستطيع أن نهمل الحديث عن طائر العنقاء ، فهما يتشابهان في أنهما طائران أسطوريان ، رويت عنهما القصص والروايات في الأزمنة القديمة .
والعنقاء طائر أسطوري ورد ذكره في أساطير الفينيقيين والمصريين القدماء ثم الإغريق ، ثم بعد ذلك في الروايات العربية ، وتصف الأساطير العنقاء بأنه طائر ضخم طويل العنق يغطي جسمه ريش ملون ، وتقول الأساطير إن العنقاء يعيش ما بين 500 سنة و 1000 سنة ، وفي نهاية هذه المدة يبني لنفسه عشا من أعواد نبات المر ، حيث تشتعل النار في الطائر والعش حتى يتحولا إلى رماد ، وعندئذ ينهض من الرماد طائر عنقاء جديد يعيش نفس المدة !
الرخ في أساطير الغرب
على الرغم من أن طائر الرخ نشأ نشأة شرقية ضمن حكايات "ألف ليلة وليلة" ، إلا أن حكايات الرحالة الأوروبيين ذكرته ، أو ذكرت طائرا أو حيوانا شبيها به ، فالرحالة الأوروبي "بنيامين توديلا" الذي طاف بأوروبا وأفريقيا وآسيا في القرن الثاني عشر الميلادي ، تحدث عن حيوان ضخم له جسم أسد وجناحا نسر يسمى "جريفين" Griffin ، ويحكي أن البحارة الذين تحطمت سفينتهم على شاطئ جزيرة مهجورة ، ربطوا أنفسهم بأقدام الحيوان كما فعل السندباد مع الرخ .
كما ذكر الرحالة "ماركو بولو" أنه رأى طائرا ضخما قويا له جناحان قويان وريش طويل جدا ، يستطيع أن يحمل بين مخالبه فيلا ويطير به ، ثم يلقي به على الأرض ليتحطم ، ثم يآكله .
كلمة العلم
9900]er]ابتداء من القرن التاسع عشر بذلت محاولات علمية للبحث في أصل أسطورة الرخ ، وذهبت بعض التفسيرات إلى أن أصل حكاية الرخ هو نوع من التضخيم أو التهويل ، الذي قام به خيال القدماء لصورة طائر النسر بحجمه وقوته وبقدرته على حمل خروف صغير والتحليق به .[/center]كما يعتقد بعض العلماء أن الأسطورة نشأت في أفريقيا حيث كان الناس يرون طائر النعام الضخم غير قادر على الطيران ، فاعتقدوا أنه فرخ صغير له أبوان أكبر بكثير ، وانتقلت هذه المعتقدات من مكان إلى مكان ، ومن زمان إلى زمان ، حيث أدخل الناس عليها الكثير من التعديل والحذف والإضافة ، إلى أن تعلموا الكتابة فسجلوها ونقلوها إلينا كما نعرفها الآن .